2014-04-07 14:33:18

البطريرك الماروني: لبنان يحتاج اليوم إلى رئيس قويّ أولاً بأخلاقيّته ومثاليّة حياته وأدائه عبر تاريخه


في عظته مترئسا قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي ـ لبنان تحدث البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن إنجيل شفاء الأعمى وقال: نعيش في زمن لا يرى فيه معظم الناس سوى مصالحهم ولا يدركون إلاّ ما يرونه هم وبحسب فهمهم وإدراكهم. ذلك أنّهم فريسة تيارات ثلاثة تجتاح المجتمعات البشرية وهي النسبية والاستهلاكية والنفعية.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته: نصلّي من أجل المسؤولين في المجلس النيابي، الذي يعقد جلساته التشريعيّة في هذه الأيام لكي يروا الأمور على أساس الحقيقة المطلقة المتعلّقة بالدولة والإنسان والوطن، وبحاجات المؤسّسات العامّة وحاجات المواطنين، وبإمكانيات الدولة وموجباتها تجاه الشعب مع حفظ التوازن فيما بينها حمايةً للجميع. أمّا والبلاد تستعدّ لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإنّنا نصلّي كي ينظر المسؤولون السياسيّون إلى هذا الاستحقاق الأساسي في حياة الوطن بروح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئوية، وبروح المسؤوليّة في إيجاد الرئيس المناسب للظرف الراهن المتنوّع الحاجات، وهو ظرف يقتضي بناء الوحدة الداخلية، ونسجَ علاقات التعاون مع العالم العربي والأسرة الدولية وإعادة لبنان لتحمّل مسؤولياته ودوره في صنع الاستقرار والسلام في المنطقة وتعزيز العيش معًا بالمساواة والممارسة الديمقراطية الحقة.

أضاف البطريرك الماروني يقول: نناشد دولة رئيس مجلس النواب أن يدعو المجلس فور انتهاء جلساته التشريعيّة إلى عقد جلسات انتخابية، لكي يتبلوَرَ، عبرَ الاقتراع والتشاور شخصُ الرئيس العتيد. ولبنان يحتاج اليوم إلى رئيس قويّ أولاً بأخلاقيّته ومثاليّة حياته وأدائه عبر تاريخه، ثمّ بقدرته على تقوية الدولة بكيانها ومؤسّساتها ووحدتها وسيادتها، وبالدفاع عنها وعن الدستور والميثاق الوطني والثوابت؛ رئيس قويّ، قوَّتُه في وضعِ حدٍّ للفساد في الإدارة ولسلب المال العام وإرهاقِ خزينة الدولة بسرقتها وحرمان المواطنين حقوقهم؛ رئيس قويّ في المكوّن الآتي منه. حذار التلاعب بهذا الاستحقاق الرئاسيّ الذي هو أساس كلّ مؤسّسات الدولة! فالكلام عن الفراغ أو السعي إليه لأغراضٍ خفيَّة، إنّما هو إهانة لكرامة الوطن والشعب، ودليل عجزٍ لدى نوابِ المجلس والمسؤولين. إنّ تأمين النصاب وانتخاب الرئيس التزامٌ وطنيٌّ وأخلاقيٌّ مُشرِّف.








All the contents on this site are copyrighted ©.