2014-04-14 13:33:08

البابا فرنسيس يستقبل جماعة المعهد الحبري للبابا لاوون الثالث عشر


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان جماعة المعهد الحبري للبابا لاوون الثالث عشر، وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بالأساقفة والكهنة والاكليريكيين الذين يقومون برحلة حج إلى روما وقال: يقدم المعهد الحبري للبابا لاوون الثالث عشر خدمته كمعهد إكليريكي إقليميّ لبعض أبرشيات مقاطعة لازيو الإيطاليّة. وهو مدعوّو في خط التنشئة التقليدية في حاضر الكنيسة ليقدم للمرشّحين للكهنوت خبرة بإمكانها أن تحوّل دعوتهم إلى واقع رسولي خصب.

تابع الأب الأقدس يقول: ككل معهد إكليريكي يهدف معهدكم إلى تنشئة كهنة المستقبل في جو من الصلاة والدراسة والأخوّة. فهذا الجو الإنجيليّ وهذه الحياة المليئة بالروح القدس والإنسانية تسمح للذين يغوصون فيها بأن يكتسبوا يومًا فيومًا مشاعر يسوع المسيح ومحبته للآب والكنيسة وتكرّسه لشعب الله بدون تحفظ.

أضاف الحبر الأعظم يقول: وأنتم، أيها الأكليريكيون الأعزاء، لستم بصدد التحضير لمهنة معيّنة أو لتصبحوا موظفين في شركة أو في منظمة بيروقراطية. تنبهوا لئلا تقعوا في هذه التجربة! أنتم تتحضرون لتصبحوا رعاة على صورة يسوع الراعي الصالح، لتكونوا مثله وبشخصه وسط قطيعه وترعوا خرافه. وأمام هذه الدعوة يمكننا أن نجيب كالعذراء مريم للملاك: "كيف يكون هذا؟" (راجع لو 1، 34). أن نصبح "رعاة صالحين" على صورة يسوع هو أمر كبير جدًّا ونحن صغار جدًّا... نعم! إنه أمر كبير ولكنه ليس شيئًا بإمكاننا أن نقوم به بأنفسنا، إنه عمل الروح القدس مع تعاوننا. ولذلك علينا أن نقدم أنفسنا بتواضع كالطين في يد الخزاف الذي هو الله ليتمكن من صنعه بالماء والنار وبالكلمة والروح. إنه دخول في ما يقوله القديس بولس: " فما أَنا أَحْيا بَعدَ ذلِك، بلِ المسيحُ يَحيا فِيَّ" (غلاطية 2، 20). عندها فقط يمكننا أن نكون شمامسة وكهنة في الكنيسة، عندها فقط يمكننا أن نرعى شعب الله ونقوده لا على طرقاتنا وإنما على طريق يسوع، لا بل على الطريق الذي هو يسوع نفسه!

تابع البابا فرنسيس يقول: إن هذه المسيرة تعني أن تتأملوا في الإنجيل كل يوم لتنقلوه بالحياة والوعظ، وأن تختبروا رحمة الله في سرّ المصالحة لتصبحوا كهنة أسخياء ورحماء، وأن تغتذوا بإيمان ومحبة من الافخارستيا، لتغذّوا بها الشعب المسيحي، وتعني أيضًا أن تكونوا رجال صلاة لتصبحوا صوت المسيح الذي يُمجِّد الآب ويتشفّع للإخوة باستمرار (راجع عبرانيين 7، 25). لذلك فإن لم تكونوا مستعدّين لإتباع هذا الدرب بهذه المواقف والخبرات من الأفضل لكم أن تتحلوا بالشجاعة لتبحثوا عن درب آخر.

وأضاف الحبر الأعظم يقول: هناك العديد من الطرق في الكنيسة لتأدية شهادة مسيحية، كما وأن هناك طرق عديدة تقود على القداسة أيضًا، وإنما في الإتباع الكهنوتي ليسوع المسيح بالذات ما من مكان للحلول المتوسطة التي تقود لاستعمال شعب الله المقدس من أجل المصالح الشخصية! لقد كان الأنبياء يصرخون: "الويل للرعاة السيئين الذين يرعون أنفسهم بدلاً من القطيع!" (راجع حزقيال 34، 1- 6). ليجعلكم إذًا هذا "الويل"، عندما تسمعون الأنبياء ينادون به، تفكرون بجديّة حول مستقبلكم! وختم البابا كلمته بالقول: أيها الأعزاء أشكركم على زيارتكم، وأرافقكم بصلاتي وبركتي موكلاً إياكم لأمنا العذراء، فلا تنسوها أبدًا! كما وأسألكم أن تصلّوا من أجلي!








All the contents on this site are copyrighted ©.