الكاردينال بارولين: البابا سيتدخل كل مرة يكون فيها السلام عرضة للخطر

"سيتصرف البابا من خلال الكلمة، وسيتدخل كل مرة يكون فيها السلام عرضة للخطر". هذا ما قاله أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خلال مقابلة نُشرت في كتاب عنوانه "بابوا السلام: إرث القديسين رونكالي وفويتيوا" للكاتبين نينا فابريسيو وفاوستو غاسباروني. وأكد الكاردينال بارولين في المقابلة التي نشرت مقاطع منها صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية في عددها الصادر يوم أمس الثلاثاء أن الحبر الأعظم فرنسيس سيتدخل دون مواجهة خطر تسييس ما يقول، مع التشديد قبل كل شيء على الأسباب الكامنة وراء العنف والحروب. وسيفعل ذلك من خلال الشهادة لمحبة السلام، حتى إذا تطلب الأمر حضوره شخصيا في المناطق التي تشهد نزاعات.

كما لفت نيافته إلى أن البابا يريد أن يشعر الناس بحضوره فيما بينهم ويريد أيضا أن تلقى دعواته إلى السلام آذانا صاغية. فيما يتعلق بالزيارة الرسولية المرتقبة للبابا فرنسيس إلى الأرض المقدسة في شهر أيار مايو  المقبل، أكد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن كل حبر أعظم يزور المنطقة يفعل ذلك كـ"حاج سلام" وحسب. ومن البديهي أن بعض الجهات ستقرأ هذه الزيارة من وجهة نظر سياسية كما سيسعى كل طرف إلى استخدام وجود البابا لصالح قضيته الخاصة.

وأكد الكاردينال بارولين في معرض حديثه عن الأرض المقدسة أن الصراع الذي تشهده المنطقة منذ زمن طويل خلق حالة دائمة من انعدام الاستقرار، لا تقتصر على المنطقة وحسب التي باتت رمزا للعجز عن تحقيق السلام الحقيقي.  وأضاف: أن اسم أورشليم يعني "مدينة السلام" لكن يبدو وللأسف أن المدينة باتت رمزا لحرب لا تعرف نهاية. وختم الكاردينال بيترو بارولين حديثه مشيرا إلى أهمية إصلاح منظمة الأمم المتحدة، وهذا ما تطالب به جهات عدة، على الرغم من صعوبة تطبيق هذا الإصلاح. فقد تغيّر العالم كثيرا مذ أن أبصرت المنظمة النور في نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن الصعب أن تحظى المنظمة بسلطة فعلية بغية الحفاظ على السلام دون أن تكون هذه السلطة محصورة بيد بعض الدول.