2014-04-24 15:25:59

رسالة المجلس البابوي للحوار بين الأديان بمناسبة عيد الفيساك


بمناسبة الاحتفال بعيد الفيساك وجه الكاردينال جان لوي توران عميد المجلس البابوي للحوار بين الأديان رسالة تهنئة لجميع البوذيين في العالم حملت عنوان: "بوذيّون ومسيحيّون لنعزز معًا نمو الأخوّة".

كتب الكاردينال توران نستوحي أمنياتنا في هذا العام من رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي للسلام 2014: "الأخوة، الأساس والطريق للسلام" والتي يكتب فيها الأب الأقدس قائلاً: "تشكل الأخوّة بعدًا أساسيًّا للإنسان، الذي هو عبارة عن كائن علائقي. واليقين الحيّ لهذه العلائقيّة يحملنا لنرى ونعامل كل شخص كأخت حقيقيّة وأخ حقيقيّ، وبدون هذه العلائقيّة يصبح من المستحيل بناء مجتمع عادل وسلام صلب ودائم" (عدد 1).

تابع عميد المجلس البابوي للحوار بين الأديان يقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، إن تقليدكم الديني يوحي بأن العلاقات الودية والحوار وتبادل الهدايا، والاحترام وتبادل الآراء المتناغم يحملون إلى تصرفات تهذيب ومحبة يمكنها أن تولّد بدورها علاقات أخوّة حقيقية. كما وأنكم مقتنعون أيضًا بأن جذور كل شرّ تكمن في الجهل وعدم التفهّم اللذين يولدان من الجشع والكراهية واللذين بدورهما يدمران روابط الأخوة. ولكن للأسف، فـ "الأنانيّة اليوميّة التي تقوم في أساس العديد من الحروب والظلم" تمنعنا من رؤية الآخرين "ككائنات خُلقت للتبادل والشركة والعطاء" (رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي للسلام 2014 عدد 2).

أضاف الكاردينال جان لوي توران يقول: نحن البوذيون والمسيحيون نعيش في عالم غالبًا ما يمزقه الظلم والأنانية والعنف، في عالم يُعامل فيه "الآخر" ككائن أقل شأنًا أو كشيء يُسبب الخوف ويجب إزالته إذا أمكن. وبالتالي نحن مدعوون، بروح التعاون مع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، لاحترام الجماعة البشرية والدفاع عنها في مختلف الأُطر الاجتماعية والاقتصادية، السياسية والدينية. وبالاستقاء من قناعاتنا الدينية المختلفة نحن مدعوون بشكل خاص لنكون صريحين في إدانة الشرور الاجتماعية التي تؤذي الأخوّة، وقيّمين يساعدون الآخرين في النمو بالسخاء الخالي من المصالح الشخصيّة، ومُصالحين يهدمون الحواجز التي تفصل ويعززون الأخوّة الحقيقية في المجتمع بين الأفراد والمجموعات.

بعدها ذكّر عميد المجلس البابوي للحوار بين الأديان بكلمات البابا فرنسيس للمشاركين في اللقاء الدولي من أجل السلام الذي تنظمه جماعة سانت إيجيديو وقال: "كلٌّ منا مدعوٌّ ليكون صانع سلام، ليجمع لا ليفرّق، ليطفئ شعلة الحقد لا ليغذيها، ليفتح دروب حوار لا ليبني جدرانًا جديدة. علينا أن نتحاور ونلتقي لنبني في العالم ثقافة الحوار وثقافة اللقاء".

وختم الكاردينال جان لوي توران عميد المجلس البابوي للحوار بين الأديان رسالته بمناسبة الاحتفال بعيد الفيساك بالقول: أيها الأصدقاء الأعزاء، لبناء عالم أخويّ من الأهمية بمكان أن نوحد قوانا لتربية الأشخاص لاسيما الشباب على البحث عن الأخوة وعيشها وليتحلوا بالشجاعة على بنائها. لنصلّي إذا ليكون الاحتفال بعيد الفيساك مناسبة لإعادة اكتشاف الأخوة وتعزيزها مجددًا لاسيما في مجتمعاتنا المنقسمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.