2014-07-25 13:48:45

المطران باريو: "القديس يعقوب يغذي إيماننا كجواب لحاجتنا لرجاء أكيد مبني على قيامة الرب"


بمناسبة الاحتفال بعيد القديس يعقوب ترأس المطران خوليان باريو باريو صباح اليوم الذبيحة الإلهية في مزار سانتياغو دي كامبوستيلا في اسبانيا وألقى للمناسبة عظة استهلها بالقول: نحتفل اليوم بعيد القديس يعقوب الرسول الشاهد والشهيد الأول ليسوع المسيح والذي من خلاله دعانا الرب لنعرف الحقيقة لأنه نقل حقيقة الإنجيل واستُشهد في سبيلها. وشهادته تحثنا لنستعيد نضارة الإنجيل الأصيلة والتي منها تُزهر مسيرات جديدة وكلمات محملة بمعان جديدة لعالمنا المحتاج لإعلان محبة الله وخلاصه. ففرح الإنجيل يملأ قلب وحياة الذين يلتقون بيسوع ويسمحون له بأن يحررهم من الخطيئة والحزن والفراغ الداخلي وهذه هي الرسالة التي ينبغي على الكنيسة أن تنقلها معززة الحوار والتعاون في خدمة دعوة الإنسان الشخصية والاجتماعية.

تابع رئيس أساقفة سانتياغو دي كامبوستيلا يقول: إن يسوع نفسه قد قال لنا: "مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيرًا فيكُم، فَليَكُن لَكم خادِمًا. ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكُم، فَليَكُن لَكم عَبدًا" وهذا يتطلّب منا أن نعترف وندعم ونعزز الواقع الذي يحرك حياة الآخرين ويقربنا منهم بمحبة أخويّة لحل مشاكلهم الوجوديّة حتى الأكثر صعوبة. وأضاف: تشكل خدمة الإخوة بالنسبة للمسيحيين جزءًا أساسيًا من كيانهم فهم يجعلون من خلالها محبة الله حاضرةً ببساطة في العالم وفي حياة كلّ شخص، فالخدمة السخية والمجانيّة لمهمَّشي مجتمعنا ولمن جرحوا بكرامتهم لأسباب روحية، نفسية أو خلقيّة، والشعور بألم وعذاب الأكثر ضعفًا هو شهادة لرجائنا المسيحي وعلامة بأننا نضع حياتنا في خدمة البشر من أجل مجد الله.

أضاف المطران خوليان باريو يقول: لقد شرب الرسول يعقوب كأس المسيح عينها وساهم في ثبات الإيمان إزاء معارضات العالم. "آمنت ولذلك تكلّمت" وإيماننا بحاجة لأن ننقيه باستمرار ويتطلب منا شجاعة لأنه "معانقة واقعية لجميع البشر، وحدث لا يمكن تحويله إلى مجرّد إيديولوجية اجتماعية أو سياسيّة. واليوم وفي هذا العيد لنتذكر أن القيم المسيحية قد ساهمت في نمو الإنسان الشامل وأظهرت ثقافة تتخطى الخوف وعدم الثقة وتؤكد التزام السامري الصالح، وبدونها بجميع أشكالها وأبعادها لا يمكننا أن نفهم أنفسنا كأشخاص وكشعب. فالذي يؤمن ويحب يصبح بنّاء حقيقيًّا لثقافة الحب التي من خلالها يملأ المسيح أهراءنا بالفرح!

وختم المطران خوليان باريو باريو رئيس أساقفة سانتياغو دي كامبوستيلا عظته بالقول: وسط أحداث التاريخ والتعب اليومي لا يزال القديس يعقوب الرسول يغذي إيماننا كجواب لحاجتنا لرجاء أكيد مبني على قيامة الرب ويحركه التجدد بالروح القدس الذي يمنحه الله للذين يطيعونه. فلتحمل لنا رسالة ابن الله النور والقوة اللذين نحتاجهما من أجل بناء وتعزيز جماعة البشر بحسب مشيئة الله متذكرين دائمًا أن "مجد الله هو الإنسان الحي، وحياة الإنسان هي رؤية الله!" (القديس إيريناوس).








All the contents on this site are copyrighted ©.