2014-07-26 14:55:20

رسالة البابا فرنسيس بمناسبة المؤتمر الوطني الرابع لراعوية وسائل الاتصال الاجتماعية في البرازيل


"من الأهمية بمكان أن يتبع إعلان الإنجيل في العالم الرقمي لقاء شخصي مع المسيح، لقاء حقيقي ومحوّل" هذا ما تمناه قداسة البابا فرنسيس في رسالة – حملت توقيع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين – للمشاركين في المؤتمر الوطني الرابع لراعوية وسائل الاتصال الاجتماعية في البرازيل الذي افتتح في الرابع والعشرين من تموز يوليو الجاري في مزار آباريسيدا المريمي تحت عنوان: "وسائل الاتصال، تحدٍّ وفرصة للبشارة في عصر الثقافة الرقميّة". يستمر المؤتمر حتى السابع والعشرين من الجاري ويهدف للبحث عن أساليب جديدة لتنشئة وحث العاملين في راعوية وسائل الاتصال الاجتماعية في البلاد، ويشارك في هذا المؤتمر أساقفة وكهنة وأشخاص مكرّسون وعلمانيون ملتزمون في قطاع الاتصالات الاجتماعية.

حث البابا فرنسيس في رسالته المشاركين على عدم البقاء منغلقين في الرعية وفي الجماعات والمؤسسات الراعوية أو الأبرشية فيما لا يزال هناك العديد من الأشخاص بانتظار الإنجيل، ودعاهم للخروج كمرسلين. لا أن يفتحوا الأبواب فقط ليدخل الناس وإنما ليخرجوا من الأبواب بحثاً عن الآخرين وللقائهم. إنها دعوة للخروج تطال القارة الرقمية أيضًا. إذ أنه لا يمكن لأي مسيرة أن تُمنع عن الذي، وباسم المسيح القائم من الموت، يلتزم ليصبح أكثر تضامنًا مع الإنسان، حاملاً الإنجيل بيده وفي قلبه. وبالتالي فمن الأهميّة بمكان أن نعيد التأكيد بأن الوقت قد حان للاستمرار في تحضير سبلٍ تقود نحو كلمة الله دون إهمال الاهتمام الخاص لمن لا يزال يعيش في مرحلة بحث.

في الواقع، تابع الحبر الأعظم يقول، إن راعوية العالم الرقمي مدعوة لتأخذ بعين الاعتبار الذين لا يؤمنون والذين يعيشون في حالة من القلق ويُغذون في قلوبهم الرغبة في حقائق ثابتة، علمًا بأن وسائل الاتصالات الحديثة تسمح بإقامة علاقات مع أتباع باقي الديانات، غير مؤمنين وأشخاص من جميع الثقافات. ولذلك، وفي هذا الإطار تشكل القنوات الرقمية ميدانًا أساسيًّا للخروج الإرسالي الجديد، الذي يتحدث عنه البابا في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" والذي دعينا جميعًا لعيشه. وبالتالي يدعو الأب الأقدس العاملين في راعوية وسائل الاتصال الاجتماعية في البرازيل لينضموا بثقة وإبداع  واع ومسؤول إلى شبكة العلاقات التي أصبحت ممكنة بفضل العصر الرقمي، ويشير الحبر الأعظم إلى الأساليب الملموسة للقيام بذلك: من خلال استعمال الأدوات الضرورية لتعلّم اللغة الخاصة بهذا "الأريوباج" من جهة، وبالاعتراف بـ "تفوّق الشخص البشري" من جهة أخرى.

وختم البابا فرنسيس رسالته للمشاركين في المؤتمر الوطني الرابع لراعوية وسائل الاتصال الاجتماعية في البرازيل بالقول: ينبغي ألا ننسى أن القارة الرقمية، وقبل أن تكون واقعًا تكنولوجيًا صرف، هي قبل كل شيء مكان لقاء بين رجال ونساء يعيشون طموحات وتحديات حقيقية ويحتاجون لأجوبة ملموسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.