2014-08-20 12:49:00

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن زيارته لكوريا


أجرى البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. تحورت كلمة البابا حول زيارته الرسولية إلى كوريا والتي اختتمها يوم الاثنين الماضي وقال: لقد قمت خلال الأيام الماضية بزيارة رسولية إلى كوريا واليوم أود أن أشكر الرب معكم على هذه العطية الكبيرة. لقد تمكنت من زيارة كنيسة فتية وديناميكية تأسست على شهادة الشهداء ويحييها الروح الإرسالي، في بلد نلتقي فيه ثقافات آسيوية قديمة العهد بالإضافة إلى حداثة الإنجيل الدائمة! أود قبل كل شيء – قال البابا – أن اعبّر عن امتناني مجددا للأخوة الأساقفة الكوريين الأعزاء وللسيدة رئيسة الجمهورية والسلطات المحلية وجميع من ساهموا في تنظيم هذه الزيارة. ويمكننا أن نلخّص معنى هذه الرحلة الرسولية بكلمات ثلاث: ذكرى، رجاء وشهادة.

إن الجمهورية الكورية بلد شهد نموا اقتصاديا سريعا. وسكانه عمّال أشداء، منضبطون، منظّمون ويسعون إلى الحفاظ على القوة التي ورثوها عن أجدادهم. إن الكنيسة - في هذا الظرف – تحفظ الذكرى والرجاء: إنها عائلة روحية ينقل في كنفها البالغون إلى الفتيان شعلة الإيمان التي نالوها من المسنين. فتصبح ذكرى شهود الماضي شهادة جديدة في زماننا الحاضر ورجاء في المستقبل. ومن هذا المنظار يمكننا أن نقرأ الحدثين الأساسيين خلال هذه الزيارة: تطويب الشهداء الكوريين المائة والأربعة والعشرين، الذين ينضمون إلى القديسين الذين أعلنهم البابا يوحنا بولس الثاني لثلاثين سنة خلت، واللقاء مع الشبيبة لمناسبة اليوم الآسيوي السادس للشباب. إن الشباب يبحثون باستمرار عن شيء ما يستأهل أن يعيشوا من أجله – تابع البابا يقول – فيما يقدّم الشهيد الشهادة على شيء، أو بالأحرى على شخص يستحق أن نموت من أجله. هذا الواقع هو محبة الله، إنه الله الذي تجسّد في يسوع المسيح، الذي هو شاهد للآب.

وخلال المحطين اللذين كُرسا للشبيبة ملأنا روح الرب القائم من الموت بالفرح والرجاء اللذين سيحملهما الشبيبة إلى بلدانهم. إن الكنيسة في كوريا تحفظ أيضا الدور الرئيسي الذي اضطلع به العلمانيون منذ نشأة الإيمان وفي عمل الكرازة بالإنجيل. ففي تلك الأرض لم تتأسس الجماعة المسيحية على يد المرسلين، بل على يد مجموعة من الشبان الكوريين خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، الذين قاموا بدراسة بعض النصوص المسيحية، وجعلوا منها قاعدة لحياتهم. وقد أُرسل أحدهم إلى بكين لينال سر العماد، قبل أن يعود هذا العلماني إلى بلاده ويعمّد رفاقه. ومن هذه النواة الصغيرة أبصرت النور جماعة كبيرة، التي تعرضت منذ نشأتها لاضطهادات عنيفة، سقط خلالها آلاف الشهداء.

إذا إن الكنيسة في كوريا مؤسسة على الإيمان، وعلى الالتزام الإرسالي واستشهاد المؤمنين العلمانيين. إن المسيحيين الكوريين الأوائل كانوا نموذجا عن الجماعة الرسولية في أورشليم، ومارسوا المحبة الأخوية التي تتخطى الاختلافات الاجتماعية. ولهذا السبب – قال البابا – شجعت مسيحيي اليوم على أن يكونوا أسخياء في التقاسم مع الفقراء والمهمشين، استنادا إلى إنجيل متى الفصل الخامس والعشرين "كل ما فعلتموه لواحد من أخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه".

أيها الأخوة الأعزاء، في تاريخ الإيمان في كوريا نرى كيف أن المسيح لا يلغي الثقافات، ولا يزيل مسيرة الشعوب التي تبحث على مر القرون عن الحقيقة وتعيش المحبة حيال الله والقريب. المسيح لا يلغي ما هو جيد بل يدفعه نحو الإتمام. إن ما يتنصر عليه المسيح هو الشر، الذي يزرع الخلافات بين الأشخاص والشعوب، ويولّد الإقصاء بسبب عبادة المال، ويبث سموم العدم في قلوب الشبان. هذا ما قاومه يسوع المسيح وانتصر عليه من خلال تضحية المحبة. وإذا مثكنا فيه وفي محبته يمكننا نحن أيضا كشهداء أن نشهد لانتصاره. وقد صلينا بهذا الإيمان، واليوم أيضا نصلي من أجل جميع أبناء الأرض الكورية الذين يعانون من تبعات الحروب والانقسامات، كيما يتمكنوا من القيام بمسيرة من الأخوة والمصالحة.








All the contents on this site are copyrighted ©.