2014-10-05 11:17:00

البابا فرنسيس يتحدث عن كيفية العمل في كرمة الرب


ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد الاحتفال بالقداس الإلهي مفتتحا أعمال الجمعية الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول العائلة. تطرق البابا في عظته إلى صورة "كرمة الرب" التي تتحدث عنها قراءات اليوم من الكتاب المقدس وقال إن كرمة الرب هي حلمه، إنها المشروع الذي يعمل عليه بمحبة كما يعتني الفلاح بكرمه الذي يحتاج إلى عناية كبيرة.

حلم الله هو شعبه: لقد غرسه ويعتني به بأمانة وبمحبة صبورة، ليصير شعبا قديسا، يحمل ثمارا وافرة، ثمار الصلاح. لكن الكرمة التي زرعها الرب لم تحمل ثمارا طيبة، كما جاء في سفر النبي أشعياء وفي المثل الذي ضربه يسوع في الإنجيل حيث أفسد "الفلاحون" مخطط الرب: لم يقوموا بعملهم بل فكروا بمصالحهم وحسب. لقد توجه يسوع من خلال هذا المثل إلى رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب، أي إلى "عقلاء" الطبقة الحاكمة. لقد أوكل الله إلى هؤلاء الأشخاص بنوع خاص مهمة الاعتناء بـ"حلمه"، أي بشعبه، كي يعتنوا به ويحرسوه من الحيوانات المتوحشة. هذا هو واجب رؤساء الشعب: الاعتناء بالكرمة بحرية وابداع وتفاني. لكن يسوع يقول إن هؤلاء الفلاحين استولوا على الكرمة، وأرادوا أن يفعلوا بها ما يشاؤون بدافع غرورهم وجشعهم، وبالتالي حالوا دون تطبيق المخطط الذي شاءه الله للشعب الذي اختاره.

إن تجربة الجشع حاضرة على الدوام، قال البابا، إذ نجدها في نبوءة حزقيال حول الرعاة (راجع الفصل 34)، إنه الطمع بالمال والسلطة. وبغية إشباع رغبتهم هذه ألقى الرعاة السيئون أعباء لا تُحتمل على أكتاف الشعب، أعباء لا يريدون أن يحركوها بإصبع واحد (راجع متى 23، 4). ونحن أيضا، في سينودس الأساقفة، مدعوون للعمل في كرمة الرب. فجمعيات السينودس لا تُعقد لمناقشة أفكار جميلة ومستحدثة، أو لرؤية من هو أذكى من الآخرين! إنها تُعقد للاعتناء بشكل أفضل بكرمة الرب، للتعاون في حلمه ومشروع المحبة حيال شعبه.

في هذا السياق، يطلب منا الرب الاعتناء بالعائلة، التي هي منذ البدء جزء لا يتجزّأ من مخطط حبه للبشرية. نحن كلنا خطأة – تابع البابا – ونحن أيضا قد نواجه تجربة "الاستيلاء" على الكرمة بسبب الجشع الموجود داخل كل إنسان. إن حلم الله يتواجه دائما مع خبث البعض من خدامه. يمكننا أن "نُحبط" حلم الله إن لم نترك الروح القدس يقود خطانا، لأن الروح يمنحنا الحكمة التي تتخطى العلوم كي نعمل بسخاء وبحرية حقيقية وإبداع متواضع. وختم البابا عظته مذكرا أنه بغية الاعتناء بكرمة الرب لا بد أن نترك يسوع المسيح يحفظ عقلنا وقلبنا، وهكذا تتلاءم أفكارنا ومشاريعنا مع حلم الله: أي إنشاء شعب قديس ينتمي إليه ويعطي ثمار ملكوت الله (راجع متى 21، 43).

 








All the contents on this site are copyrighted ©.