2014-10-12 13:55:00

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس: دعوة الله لنا مجانيّة، واسعة وشاملة


في ختام الذبيحة الإلهية التي ترأسها قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم لرفع الشكر لله على إعلان قداسة المرسلين الكنديين فرنسوا دو لافال وماري للتجسد، تلا الحبر الأعظم صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: يحدثنا يسوع في إنجيل هذا الأحد عن الجواب الذي تناله دعوة الله – الممثل هنا بالملك – للمشاركة في وليمة عرس. ولهذه الدعوة ميزات ثلاث: المجانية، الوسع والشموليّة. فالمدعوون كثيرون ولكن يحصل هنا أمر مفاجئ: لم يقبل أحد من المختارين أن يشارك في هذا الاحتفال لانشغالهم بأمور أخرى، لا بل أظهر بعضهم عدم مبالاة وانزعاج إزاء هذه الدعوة. لكن الله صالح مع الجميع ويقدم لنا مجّانًا صداقته وفرحه وخلاصه لكننا غالبًا ما لا نقبل عطاياه ونضع اهتماماتنا المادية ومصالحنا في المرتبة الأولى.

أضاف الأب الأقدس يقول: نجد أيضًا أن بعض المدعوين قد أساؤوا معاملة العبيد الذين حملوا لهم الدعوة وقتلوهم، ولكن وبالرغم من عدم استجابة المدعوين فمشروع الله لم يُعلَّق. وإزاء رفض المدعوين الأولين لم يستسلم ولم يلغ الاحتفال بل وسّع الدعوة إلى أبعد حدود وأرسل عبيده إلى الساحات ومفارق الطرق ليجمعوا كلّ من يجدوهم: فقراء، متروكون ومهمّشون، أخيار وأشرار، بدون تمييز. فامتَلأَت رَدهَةُ العُرسِ، وهكذا الإنجيل عندما يرفض من قبل أحد ما فهو يجد قبولاً غير متوقّع في العديد من القلوب الأخرى.

تابع البابا فرنسيس يقول: إن صلاح الله لا يعرف حدودًا ولا يميّز أحدًا: لذلك فإن وليمة عطايا الرب هي شاملة وللجميع. فقد أُعطي للجميع أن يُجيبوا على دعوته، ولا يجوز لأحد بأن يشعر أنه مميّز أو بأنه يتمتّع بامتياز معيّن. وهذا الأمر يدفعنا للتغلُّب على عادة وضح أنفسنا دائمًا في الوسط على مثال رؤساء الكهنة والفريسيين لننفتح على الضواحي ونعترف أن من يعيش على هامش الحياة هو أيضًا قِبلَةُ سخاء الله. فجميعنا مدعوون لعدم الحدّ من ملكوت الله لكي يتناسب مع "كنيستنا الصغيرة" وإنما لنوسّع الكنيسة لتصبح بحجم ملكوت الله. ولكن بشرط واحد: أن نرتدي حلة العرس، أي أن نشهد بشكل ملموس لمحبة الله والقريب.

وختم الأب الأقدس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: لنكل إلى شفاعة العذراء مريم الكليّة القداسة مآسي ورجاء إخوتنا وأخواتنا المهمشين والضعفاء والمرفوضين والذين يُضطهدون بسبب الإيمان، ولنطلب حمايتها أيضًا لأعمال سينودس الأساقفة المجتمعين خلال هذه الأيام في الفاتيكان.

وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال: لقد تمّ اليوم في ساساري إعلان تطويب الأب فرانشيسكو زيرانو من الرهبان الفرنسيسكان الذي فضّل الموت على إنكار الإيمان. لنرفع الشكر لله على هذا الكاهن والشهيد، شاهد الإنجيل البطولي، إن أمانته الشجاعة للمسيح تقدِّم لنا مثالاً عظيمًا لاسيما في الإطار الحالي للاضطهادات الوحشيّة ضدّ المسيحيين.

وأضاف البابا: والآن يتوجه فكرنا نحو مدينة جنوة الإيطالية التي تضربها الفيضانات. أؤكد صلاتي من أجل الضحايا وجميع الذين تكبّدوا خسائر كبيرة. لتعضد العذراء مريم سكان جنوة الأعزاء في التزام التضامن لتخطي هذه المحنة الصعبة.        








All the contents on this site are copyrighted ©.