تطويب البابا بولس السادس (1897 ـ 1978)

يترأس قداسة البابا فرنسيس صباح الأحد، التاسع عشر من تشرين الأول أكتوبر 2014 القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس مختتما أعمال الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول العائلة، ومعلنًا بولس السادس طوباويًا.

جوفاني باتيستا مونتيني (بولس السادس) من مواليد كونشيزيو بشمال إيطاليا في السادس والعشرين من أيلول سبتمبر عام 1897. سيم كاهنًا في التاسع والعشرين من أيار مايو 1920. بدأ العمل في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان عام 1924، وفي الأول من تشرين الثاني نوفمبر من العام 1954، عُين جوفاتي باتيستا مونتيني رئيس أساقفة ميلانو وسيم أسقفا في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر من العام نفسه، وفي الخامس عشر من كانون الأول 1958 أعلنه يوحنا الثالث والعشرون كاردينالا، وشارك أيضا في التحضير للمجمع الفاتيكاني الثاني وفي الأعمال. 

في الحادي والعشرين من حزيران يونيو عام 1963 انُتخب جوفاني باتيستا مونتيني حبرًا أعظم، واختار اسم بولس السادس، كما واختتم المجمع الفاتيكاني الثاني، وبدأ أيضا زياراته الرسولية إلى جميع القارات، وكانت الزيارة الأولى للأرض المقدسة من الرابع وحتى السادس من كانون الثاني يناير عام 1964 حيث كان اللقاء التاريخي مع البطريرك أثيناغوراس. كما زار البابا بولس السادس الهند من الثاني وحتى الخامس من كانون الأول ديسمبر 1964 لمناسبة المؤتمر القرباني الدولي. وفي العام 1965 زار مقر الأمم المتحدة في نيويورك؛ وفي الثالث عشر من أيار مايو 1967، قام بزيارة حج إلى مزار السيدة العذراء في فاطيما. كما زار بولس السادس تركيا عام 1967 وبوغوتا في العام 1968 وقام أيضا بزيارة إلى جنيف في العاشر من حزيران يونيو 1969، في الذكرى الخمسين لمنظمة العمل الدولية. عام 1969 زار أوغندا وفي العام 1970 زار آسيا الشرقية، أوقيانيا وأستراليا، كما وقام بولس السادس بزيارات حج عديدة داخل الأراضي الإيطالية.

"كنيسة المسيح" هي أول رسالة عامة وجهها بولس السادس وتحديدا في العام 1964. ومن بين رسائله العامة الأخرى "سر الإيمان" حول الافخارستيا في العام 1965؛ "ترقي الشعوب" في العام 1967 و"الحياة البشرية" عام 1968. هذا وأولى بولس السادس اهتماما كبيرا بالسلام وكان مَن أسس اليوم العالمي للسلام الذي تحتفل به الكنيسة الجامعة في الأول من كانون الثاني يناير من كل عام وكانت رسالته الأولى للمناسبة في العام 1968.  ومن خلال رسالته الرسولية أيضا "الذكرى الثمانون" الصادرة عام 1971، أظهر البابا بولس السادس اهتمام الكنيسة الجامعة بالمشاكل الاجتماعية، ومن خلال إرشاده الرسولي "إعلان الإنجيل" في العام 1975، سلط الضوء على البشارة بالإنجيل في العالم المعاصر، كما ودافع عن قيم العائلة والحياة. عُرف بولس السادس برصانته وتواضعه وهدوئه وبروحانيته العميقة، كما وأبدى اهتماما كبيرا بالشباب وأرشدهم وكل المؤمنين لدروب فرح الإيمان من خلال إرشاده الرسولي "افرحوا بالرب" في العام 1975.

توفي البابا بولس السادس في كاستل غوندولفو في السادس من آب أغسطس من العام 1978.