2014-10-28 12:11:00

البابا فرنسيس: لسنا غرباء أو نزلاء بل مِن أَهلِ بَيتِ الله


إن يسوع هو الذي يصنع الكنيسة، وهو لا ينظر إلى خطيئة الإنسان بل إلى قلبه ويشفيه حول هذه الفكرة تمحورت عظة الأب الأقدس في القداس الإلهي الذي ترأسه صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وحث المسيحيين ليشعروا بأنهم جزء من الكنيسة وليسوا "غرباء أو نزلاء".

قال البابا فرنسيس: إن يسوع قد قام بكل شيء منذ ألفي سنة، عندما اختار اثني عشر رسولاً ليبني عليهم الكنيسة واضعًا نفسه أساسًا وحجرًا للزاوية في هذا البناء، ومن ثم شرّع أبواب هذه الكنيسة ليدخل إليها الجميع دون تمييز واستثناء لأن المسيح يريد أن يحب القلوب ويشفيها لا أن يحسب الخطايا. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من إنجيل القديس لوقا الذي نقرأ فيه ولادة الكنيسة مع دعوة الرسل ومن رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس والتي يصف فيها رسول الأمم الكنيسة كبناء ينمو ويرتفع ليصبح هيكلاً مقدّسًا للرب. وتوقف الحبر الأعظم مشدّدًا عند الأعمال التي ميزت تأسيس الكنيسة وقال: يخبرنا الإنجيلي لوقا: "ذَهَبَ يسوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ لله. ولمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَني عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً... ثُمَّ نَزَلَ معَهم فوَقَفَ في مَكانٍ مُنْبَسِط، وهُناكَ جَماعَةٌ كَثيرةٌ مِن تَلاميذهِ، وحَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الشَّعْب... وَقَد جاؤوا لِيَسمَعوهُ ويُبرَأُوا مِن أمراضِهِم".

تابع البابا فرنسيس يقول: فيسوع يصلّي، يدعو ويختار، يرسل تلاميذه ويشفي الجموع. فداخل هذا الهيكل يسوع هو حجر الزاوية الذي يقوم بكل شيء وهو الذي يقود الكنيسة قدمًا إلى الأمام. وهذه الكنيسة، كما يقول القديس بولس، قد بُنيت على أساس الرسل الذين اختارهم. لقد كانوا جميعهم خطأة ويهوذا لم يكن خاطئًا أكثر من غيره، بل هو الوحيد الذي أغلق قلبه عن الحب ولذلك أصبح خائنًا. ولكنهم جميعًا هربوا عندما واجهوا صعوبات الصلب والآلام وتركوا يسوع وحده. لقد كانوا جميعًا خطأة ومع ذلك فيسوع قد اختارهم جميعاً.

أضاف الحبر الأعظم يقول: يسوع يريدنا جميعًا داخل هذه الكنيسة، وكما يقول القديس بولس، هو لا يريدنا "غُرَباءَ أَو نُزَلاء، بل مِن أَبناءَ وَطَنِ القِدِّيسين، ومِن أَهلِ بَيتِ الله"؛ فنحن متجذرون في الكنيسة وحياتنا هي في داخلها. نحن أبناء هذه الكنيسة، وإن لم ندخل هذا الهيكل لنصبح جزءًا منه ومَسكِنًا للهِ في الرُّوح فلسنا إذًا داخل الكنيسة بل نقف على الباب خارجًا وننظر...

وهذا التصرف، تابع البابا فرنسيس يقول، لا يليق بالمحبة والرحمة التي يحملهما يسوع لكل شخص منا. ويمكننا فهم هذا الأمر في ضوء موقف يسوع أما بطرس الذي وبعد أن جعله رأسًا للكنيسة، كان أول شخص يخونه ويتركه، لكن يسوع غفر له وثبّته في مهمته بعد القيامة قائلاً له "إرع خرافي"... فيسوع لم يهتمّ لخطيئة بطرس، بل بحث عن قلبه، ولكي يجد هذا القلب ويشفيه صلى أولاً، ويسوع يصلّي ويشفي كل شخص منا، ولن نتمكن أبدًا من فهم الكنيسة بدون يسوع الذي يصلّي ويشفي. لنطلب إذًا من الروح القدس أن يجعلنا نفهم جميعًا هذه الكنيسة التي تجد قوّتها في صلاة يسوع من أجلنا وفي قدرته الشافية التي تشفينا جميعًا.








All the contents on this site are copyrighted ©.