2014-10-29 12:45:00

البابا فرنسيس يلتقي الحركات الشعبية في الفاتيكان


التقى البابا فرنسيس يوم أمس الثلاثاء في الفاتيكان المشاركين في اللقاء العالمي للحركات الشعبية، وشدد في خطابه على ضرورة إعادة إحياء الديمقراطية والتغلّب على الجوع والحروب، وضمان احترام كرامة جميع الأشخاص، لاسيما شرائح المجتمع الأكثر فقرا وتهميشا. وسلط البابا الضوء في كلمته على أهمية التضامن الذي تدعو إليه الحركات الشعبية وهي معروفة بالتزامها في مواجهة التبعات الخطيرة لإمبراطورية المال. ثم أكد أن المحبة حيال الفقراء موجودة في صلب الإنجيل لافتا إلى أن الحق في الأرض والسكن والعمل هو حق مقدس وهذه هي العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية.

عبر البابا عن قلقه حيال اقتلاع السكان الأصليين من أراضيهم بسبب الكوارث الطبيعية والحروب، واعتبر أن الجوع الذي يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم يشكل جريمة بحق هؤلاء في وقت تحدد فيه المضاربات المالية أسعار المواد الغذائية كأنها أي سلعة أخرى. ومن هذا المنطلق حث البابا الجميع على متابعة النضال من أجل ضمان احترام كرامة كل إنسان لاسيما الأشخاص المقيمين في المناطق الريفية. وتابع يقول: إننا نعيش اليوم في مدن كبيرة وشاسعة تتمتع في وسطها قلة قليلة بالرخاء فيما يُحرم آلاف الأشخاص من الحق في السكن، من بينهم العديد من الأطفال وأكد أنه لا يوجد فقر مادي أسوأ من عجز الإنسان عن كسب لقمة العيش وحرمانه من كرامة العمل، ولفت بنوع خاص إلى أوضاع الشبان العاطلين عن العمل معتبرا أن هذا الوضع ليس إلا نتيجة خيارات اجتماعية ومنظومة اقتصادية تقدّم منطق الربح على الإنسان.

ولم تخل كلمة البابا فرنسيس من الإشارة إلى النداءات المتعالية في أنحاء العالم كافة للمطالبة بتحقيق السلام ووضع حد للحروب. وندد أيضا بأي نظام اقتصادي يرتكز إلى منطق المال ويستغل الطبيعة ليتماشى مع وتيرة الاستهلاك المتسارعة، وتنتج عن هذا الأمر نتائج مدمّرة شأن ظاهرتي التبدل المناخي والتصحر! وأكد البابا أيضا لضيوفه أنه يقوم حاليا بإعداد رسالة عامة حول الإيكولوجيا لافتا إلى أن هذه الوثيقة ستأخذ أيضا في عين الاعتبار القلق الذي تعبّر عنه الحركات الشعبية.

ثم أشار البابا إلى انتشار عولمة اللامبالاة في عالمنا المعاصر، وأكد أن العالم نسي الله الآب وبالتالي بات يتيما لأنه وضع الله جانبا، وحثّ ضيوفه على العمل من أجل تغيير هذا الواقع عن طريق بناء بنيات اجتماعية بديلة. وشدد أيضا على أهمية تعزيز ثقافة التلاقي بغية التغلب على كل تمييز لافتا إلى ضرورة توطيد التعاون بين مختلف الحركات بدون إطلاق بنيات صلبة تعرقل نشاطها. وأضاف يقول: لا يسعنا أن نتصوّر مستقبل المجتمع بدون مشاركة فاعلة من قبل الأكثرية ولا بد من إرساء أسس السلام والعدالة من خلال خلق أشكال جديدة من المشاركة تشمل الحركات الشعبية مع ما تتمتع به من زخم خلقي.

تجدر الإشارة أخيرا أنه من بين المشاركين في لقاء الأمس مع البابا كان هناك رئيس بوليفيا إيفو موراليس الذي عقد مساء الاثنين اجتماعا خاصا وغير رسمي مع البابا وتعليقا على هذا الاجتماع أكد مدير دار الصحافة الفاتيكانية أن لقاء البابا مع الرئيس البوليفي يشكل تعبيرا عن مودته وقربه من الكنيسة البوليفية ورغبته في تحسين العلاقات بين الكنيسة والدولة.








All the contents on this site are copyrighted ©.