2014-11-14 15:32:00

البابا فرنسيس: لنطلب من الرب أن يعلمنا كيف نسير بالحقيقة والمحبة


"لكي ننقل اليوم الإيمان للأطفال والشباب ونساعدهم ليختبروا الحقيقة والمحبة على الكبار أن يقدموا لهم أمثالاً بالتصرف وليس فقط بالكلام" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، بحضور عدد من الأطفال والشباب من رعايا أبرشيّة روما.

قال الأب الأقدس: كيف ننقل الإيمان لهذا الجيل الرقميّ؟ بالطريقة التي يمكنها أن تؤثّر أكثر من غيرها على من يعيش في عالم تُحفّذه الصور: أي بالمثل. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس يوحنا الثانية والتي يكتب فيها الرسول للجماعات المسيحية قائلاً: "سِرِرتُ جدًا إِذ رَأَيتُ بَعضَ أَبنائِكِ يَسلُكونَ سَبيلَ الحَقّ، وَفْقًا لِلوَصِيَّةِ الَّتي تَلقَّيناها مِنَ الآب أكتب إليك الآنَ، أَيَّتُها السَّيِّدة، لا كَمَن يَكتُبُ بِوَصِيَّةٍ جَديدة، بل بِوَصِيَّةٍ أَخَذْناها مُنذُ البَدْء، فأَسأَلُكِ أَن يُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا. وما الحب إلا أَن نَسلُكَ سَبيلَ وَصاياه، وتِلكَ الوَصِيَّة، كما تلقيتُموها مُنذُ البَدْء، هي أَن تَسلُكوا سَبيلَ المَحبَّة".

تابع الحبر الأعظم يقول: هل نعلّم أبناءنا ما سمعناه في هذه القراءة، أي أن يسيروا في المحبة والحقيقة؟ أم نعلّمهم بالكلمات فقط فيما تسير حياتنا باتجاه آخر؟ هؤلاء الشباب هم مسؤوليتنا! ينبغي على المسيحي أن يهتمّ بالشباب والأطفال وينقل إليهم الإيمان وما يعيشه وكلّ ما يحمله في قلبه، وبالتالي لا يمكننا أن نُهمل هذه النبتات الصغيرة التي تنمو!

أضاف الحبر الأعظم: علينا أن نتحلى بالمواقف المناسبة إزاء هؤلاء الشباب، وبالتالي ليسأل كل منا نفسه: ما هو موقفي تُجاههم؟ هل هو موقف أخ وأب وأم وأخت يساعدهم للنمو أم أنه موقف لامبالاة كمن يقول: "وما همّي أنا، فلينموا بمفردهم وأنا أعيش حياتي..." لا ! تابع الأب الأقدس يقول، إنها مسؤوليتنا جميعًا وينبغي علينا أن نعطي أفضل ما عندنا، وأفضل ما نملكه هو الإيمان وبالتالي ينبغي علينا أن ننقله إليهم وإنما من خلال المثل لأن الكلمات وحدها لا تكفي، لاسيما في عالم اليوم عالم الصور. لذلك هم بحاجة للمثل، فماذا أقدّم لهم؟

بعدها توقف الأب الأقدس ليسأل الأطفال عن سبب مشاركتهم في الذبيحة الإلهية وكانت الأجوبة بمجملها "لرؤيتك..." فكان يجيبهم قائلاً: "أنا أيضًا فرح برؤيتكم"، ثمّ انتقل الأب الأقدس يستفسر منهم إن كانوا قد نالوا سرّي الافخارستيا والتثبيت مردّدًا: إن المعموديّة تفتح لنا أبواب الحياة المسيحية، فنبدأ عندها مسيرة طويلة تدوم مدى الحياة، كما سمعنا في القراءة الأولى من رسالة القديس يوحنا، وهي مسيرة تتطلب منا السير في سبيل الحقيقة والمحبة، وخلال هذه المسيرة ننال العديد من الأسرار التي تعضدنا لكي نقوم بهذه المسيرة جيدًا وعلى مثال يسوع.

تابع البابا فرنسيس يقول: ومع هذه الأسرار التي تساعدنا هناك أيضًا الصلاة، الصلاة ليست سرًّا وإنما يجب علينا أن نصلّي. أن نصلّي إلى الرب، إلى يسوع والعذراء ليساعدوننا في مسيرتنا هذه في سبيل الحقيقة والمحبة. لقد قلتم أنكم جئتم لرؤيتي، صحيح! ولكنكم أتيتم بشكل خاص لرؤية يسوع! ها هو سيحل بيننا بعد قليل وسنراه جميعنا ولذلك أسألكم جميعًا أن ترفعوا الصلاة إليه وتسألونه أن يعلمنا كيف نسير بالحقيقة والمحبة!








All the contents on this site are copyrighted ©.