2014-11-16 12:37:00

في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يتحدث عن مثل الوزنات


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير! إن إنجيل هذا الأحد يقترح علينا مثل الوزنات ويخبرنا عن رجل أراد السفر فدعا عبيده وأوكل إليهم أمواله. فأعطى الأول خمس وزنات والثاني وزنتين والثالث وزنة واحدة. وخلال غياب سيدهم، تعيّن على هؤلاء العبيد أن يستثمروا هذه الوزنات، فقد ضاعف الأول والثاني ما أُوكل إليهما، فيما قام الثالث بدفن وزنته في حفرة بالأرض، فوُبّخ وعوقب لدى عودة سيده، فيما كوفئ العبدان الآخران.

تابع البابا مؤكدا أن السيد في هذا المثل هو يسوع، والعبيد هم نحن والوزنات هي الإرث الذي أوكله إلينا الرب: ما هو هذا الإرث؟ إنه كلمته، الإفخارستيا، الإيمان بالآب السماوي، غفرانه، أي أثمن ما لديه. يطلب منا أن ننمّي هذا الإرث لا أن نحفظه وحسب! إن الوزنة التي دفنها في الأرض العبد السيئ والكسلان تمثّل الخوف من المخاطر الذي يعيق خصب المحبة وإبداعها. فيسوع لا يطلب منا أن نحتفظ بنعمته في خزنة ما، بل يريد أن نستخدمها لصالح الآخرين. كل ما نلناه يجب أن نعطيه للآخرين كي ينموا! وكأنه يقول لنا: "هذه هي رحمتي، هذا هو عطفي وهذه هي مغفرتي: خذ هذه الأمور كلها واستخدمها على نطاق واسع".

وتساءل البابا فرنسيس: نحن ماذا فعلنا بهذه الأمانة؟ وأضاف أن كل بيئة، مهما كانت بعيدة وصعبة البلوغ، يمكنها أن تصبح مكانا تُستثمر فيه هذه الوزنات. لا توجد أوضاع أو أماكن يستثنيها الحضور والشهادة المسيحيان. ومضى البابا إلى القول إن هذا المثل يحثنا على عدم إخفاء إيماننا وانتمائنا للمسيح، وعلى عدم "دفن" كلمة الإنجيل، بل على التداول بها في حياتنا وعلاقاتنا وفي الأوضاع الملموسة كقوة تنقّي وتجدد. كما لا يتعين علينا أن نحافظ على الغفران مخفيا أو نحتفظ به لأنفسنا. بل لا بد أن نتركه يشع بقوته ويدمّر الجدران التي بنتها أنانيتنا ويحملنا على التحاور في الأوضاع التي انعدم فيها التواصل. يجب أن تعطي هذه الهبات ثمارها من خلال شهادتنا. أقترح عليكم أن تقرؤا إنجيل القديس متى، الفصل الخامس والعشرين، من الآية الرابعة عشرة إلى الآية ثلاثين. يجب أن نتساءل ماذا نفعل كي تنمو كلمة الله لدى الآخرين. إن الرب يعرفنا شخصيا ويوكل إلينا ما يتلاءم مع كل واحد منا، لكنه يضع الثقة نفسها لدى الجميع! فدعونا لا نخيّب آماله! ولا نتركنّ الخوف يخدعنا!

بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي لفت البابا إلى اشتداد حدة التوتر في روما بين المقيمين والمهاجرين، خلال الأيام الماضية، وقال إن هذه الأمور تحصل في العديد من المدن الأوروبية، لاسيما في الضواحي. "أدعو المؤسسات، وعلى المستويات كافة، إلى إعطاء أولوية لهذه الحالة الاجتماعية الطارئة والتي تهدد بالتفاقم إن لم تُعالج فورا وبالطرق الملائمة". وأضاف البابا أن الجماعة المسيحية تعمل بشكل ملموس للحيلولة دون وقوع الصدام وتسعى من أجل التلاقي. ويمكن للمهاجرين والمواطنين والممثلين عن المؤسسات أن يلتقوا، ربما في إحدى الرعايا، ليناقشوا هذه الأوضاع معا. ومن الأهمية بمكان عدم الاستسلام لتجربة المواجهة ونبذ العنف. من الممكن أن نتحاور ونصغي إلى بعضنا ونخطط معا من أجل تخطي الشبهات والأحكام المسبقة وبناء تعايش أكثر أمنا وسلما وشمولية.

في الختام وقبل أن يوجه تحياته كالمعتاد إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا وأنحاء عدة من العالم، لفت البابا فرنسيس إلى الاحتفال، هذا الأحد، بـ"اليوم العالمي لضحايا الطرقات"، وقال: دعونا نتذكر في صلواتنا من فقدوا أرواحهم معربين عن أملنا باستمرار الالتزام من أجل الوقاية من الحوادث المرورية، ناهيك عن توخي السائقين الحذر وتقيدهم بقوانين السير.








All the contents on this site are copyrighted ©.