2014-11-18 12:50:00

كلمة الكاردينال فيليو في افتتاح مؤتمر عالميّ حول راعوية المهاجرين


افتتح رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو عصر أمس الاثنين مؤتمرًا عالميًّا حول راعوية المهاجرين في جامعة الأوربانيانا الحبريّة في روما تحت عنوان "التعاون والنمو في راعوية الهجرة"، ويستمر حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وللمناسبة ألقى الكاردينال فيليو كلمة قال فيها إن الهجرات تطرح تحديات خاصة لمختلف المسائل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية التي تُسائل الجماعة الدولية، وتشكل ظاهرة معقّدة بسبب ارتباطها بالحياة اليومية في جميع أبعادها وبالتالي تصعب أحيانًا السيطرة عليها.

هذا وأشار الكاردينال فيليو إلى أن زمن الهجرة هذا لم يشهد له مثيل مما يؤدي للنظر إلى المهاجر الغريب بخوف وحذر بدلاً من القبول والتضامن وبالتالي أصبحت حركات الهجرة تولّد شكًّا وعداوة في الجماعات المحليّة حيث أصبح حضور المهاجرين أكثر قوة. وأضاف رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين يقول إن المهاجر بحسب الكتاب المقدس هو الغريب، وبحسب مبدأ ملموس هو الغريب الذي يحلّ ضيفًا بيننا، إذ يشاركنا حياتنا اليوميّة بجميع امتيازاتها كالآخر "القريب" بحسب منظار العهد القديم، وإن كان يشاركنا الإيمان عينه بالمسيح فهو "الأخ" بكل ما للكلمة من معنى.

كما أكّد الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو أن الهجرة تتميّز من خلال التناقض بين الأخ- الغريب الذي يتم من خلال أشكال جديدة على الدوام مسلطًا الضوء على المعنى الملموس للمثال الأخوي بحسب الكتاب المقدّس. بعدها انتقل رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين للتحدث حول الجوانب التي تبرز من خلال القراءة المسيحية لظاهرة الهجرة بسبب العمل وقال إن مبادئ التعاون والنمو تسلّط الضوء على الجانب الإيجابي لظاهرة الهجرة بما فيها تلك المختصّة بالعمل، كما وأشار إلى أن إدخال المهاجرين في القطاع الصناعي في البلدان التي تستقبلهم بإمكانه أن يخلق غنى كبيرًا لهذه البلدان وأن يقدم في الوقت عينه فرص تنشئة وعمل للمهاجرين، كما ونبّه إلى أن النمو لا يقاس بالنمو الاقتصادي أو المالي كما يؤكد البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر واللاجئ إذ قال إنه لا يمكننا اختزال التطور في مجرد النمو الاقتصادي، والذي غالبًا ما يتحقق دون النظر إلى الأشخاص الأكثر ضُعفًا والعُزل. فالعالم لن يتحسن ما لم نهتم أولا بالشخص البشري، وإن لم يكن تطور الإنسان شاملا، متضمِنا لجميع أبعاده، بما في ذلك الروحية.

وختم رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين الكاردينال أنطونيو ماريا فيليو كلمته مؤكدًا أن حاجات المهاجرين ليست مادية فقط وإنما هي روحية أيضًا وبأن الكنيسة مدعوة للإجابة عليها من خلال عناية راعوية شاملة انطلاقًا من خلال فهم أوضاع المهاجرين في ضوء كلمة الله وعقيدة الكنيسة الاجتماعية، واعتبارهم مصدر غنى للجماعات التي تستقبلهم فيساهموا بدورهم في نمو الكنيسة والأخوة وروح الجماعة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.