2014-11-20 13:15:00

البابا فرنسيس: يسوع يبكي علينا اليوم أيضًا عندما نغلق أبواب قلوبنا


"يسوع يبكي علينا اليوم أيضًا عندما نغلق أبواب قلوبنا على مفاجآته فلا نعرف ذلك الذي يحمل إلينا السلام" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من القديس لوقا والذي نرى فيه يسوع يبكي على أورشليم لأنها لم تعرف طريق السلام لأنه حُجب عن عينيها، وقال إن الرب يبكي على انغلاق قلب الشعب المختار والمدينة المختارة، إذ لم يكن لديهم الوقت ليفتحوا له الأبواب لأنهم كانوا منهمكين بذواتهم وأمورهم الخاصة، لكن يسوع لا يزال يقرع اليوم أيضًا على الأبواب كما قرع أبواب أورشليم: يقرع أبواب الإخوة والأخوات، يقرع أبواب قلوبنا وأبواب الكنائس. لقد كانت أورشليم مكتفية بذاتها وحياتها ولم تكن بحاجة للرب ولم تتنبّه بأنها كانت تحتاج للخلاص ولذلك أغلقت أبوابها أمام الرب، ولذلك أيضًا بكى يسوع عليها وهو اليوم يبكي على كنيسته وعلينا.

تابع البابا فرنسيس يقول: لماذا لم تقبل أورشليم الرب؟ لأنها كانت مكتفية بما لديها، تعيش هادئة بدون مشاكل، ويقوله الرب بوضوح في الإنجيل: "لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضًا في هذا اليَومِ طَريقَ السَّلام! ولكِنَّه حُجِبَ عن عَينَيكِ...لأَنَّكِ لم تعرِفي وَقتَ افتِقادِ اللهِ لكِ"، لقد كانت تخاف من افتقاد الرب لها، ومن هذه المجانية تجاهها، وبالتالي فضّلت ما تملكه وتعرفه وما باستطاعتها أن تتحكّم به بنفسها، تمامًا مثلنا عندما نشعر بالأمان فيما يختص بالأمور التي يمكننا التحكم بها لأننا لا يمكننا أن نتحكم بافتقاد الرب لنا ومفاجآته.

أضاف الحبر الأعظم يقول: وهذا أيضًا ما كانت تخافه أورشليم: لقد كانت تخاف من الخلاص الذي تحمله لها مفاجآت الرب، كانت تخاف من الرب عريسها وحبيبها ولذلك بكى يسوع. وعندما يفتقد الرب شعبه فهو يحمل لنا الفرح والارتداد ونحن نخاف من هذا الفرح لأننا لا يمكننا أن نسيطر عليه، كما وأننا نخاف أيضًا من الارتداد لأنه يعني أنه علينا أن نسمح للرب بأن يقودنا.

لقد كانت أورشليم تعيش بسكينة وهدوء، تابع الأب الأقدس يقول، كلّ شيء كان يسر بانتظام في الهيكل: كان الكهنة يقدمون الذبائح والناس كانت تأتي للحج، وكان معلمو الشريعة قد نظّموا كل شيء، وكل الوصايا والشرائع واضحة... ولذلك أغلقت المدينة المختارة أبوابها. فكان الصليب ثمن هذا الرفض الذي لقاه يسوع ومن خلاله أظهر لنا حبّه وهذا الحب عينه هو ما يحمله على البكاء اليوم مرارًا على كنيسته.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: ليسأل كل منا نفسه اليوم: هل نحن المسيحيون الذين نؤمن ونعرف التعليم المسيحي ونشارك في الذبيحة الإلهية يوم الأحد، مؤمنون كنا أو رعاة هل نحن راضون بما نحن عليه؟ هل نظمنا كلّ شيء ورتّبناه كما نريد ولسنا بحاجة لأن يفتقدنا الرب مجدّدًا؟... لكن الرب لا يزال يقرع على باب كل منا وعلى أبواب كنيسته ورعاة الكنيسة لكننا لا نفتح له ولذلك فهو يبكي اليوم أيضًا. لنفكّر إذًا بهذا الأمر ولنفحص ضميرنا: ما هو موقفنا اليوم أمام الله؟ 








All the contents on this site are copyrighted ©.