2014-12-14 13:18:00

البابا فرنسيس: تدعونا الكنيسة اليوم لنشهد بأن يسوع هو كلمة الله التي تستمرّ بإنارة مسيرة الإنسان


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر هذا الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها بالقول: تدعونا الليتورجية في هذا الأحد الثالث من زمن المجيء للتحلي بموقف داخلي جديد لعيش انتظار الرب وهو الفرح.

تابع البابا فرنسيس يقول إن قلب الإنسان يرغب بالفرح. كلّ عائلة وكل شعب يتوق إلى السعادة. ولكن ما هو الفرح الذي دُعي المسيحي ليعيشه ويشهد له؟ إنه الفرح الذي يأتي من قرب الرب وحضوره في حياتنا. إذ مذ دخل يسوع في التاريخ، بولادته في بيت لحم، نالت البشريّة بذار ملكوت الله. وأضاف لا ينبغي علينا إذًا أن نبحث بعد الآن في مكان آخر لأن يسوع قد جاء ليحمل الفرح للجميع وعلى الدوام، وهذا الفرح هو حقيقيّ ويمكننا أن نختبره منذ الآن لأن يسوع نفسه هو فرحنا وسلامنا أيضًا. إنه حيّ، إنه القائم من الموت وهو يعمل فينا وبيننا لاسيما بواسطة كلمته والأسرار.

أضاف الحبر الأعظم يقول: نحن المعمدون جميعًا، أبناء الكنيسة، مدعوون لقبول حضور الله مجدّدًا وعلى الدوام بيننا ولمساعدة الآخرين على اكتشافه أو إعادة اكتشافه إن كنا قد نسيناه. إنها رسالة جميلة تشبه رسالة يوحنا المعمدان: أن نوجّه الناس نحو المسيح – لا نحو أنفسنا! – لأنه هو الهدف الذي يتوق إليه قلب الإنسان عندما يبحث عن الفرح والسعادة. واليوم أيضًا يظهر لنا القديس بولس في الليتورجية الشروط لكي نكون "رسل فرح": أن نواظب على الصلاة ورفع الشكر لله على الدوام وعدم إخماد روحه فينا، وأن نبحث عن الخير ونتجنّب كل ّ شرّ (راجع 1 تسالونيقي 5، 17- 22). فإن أصبح هذا أسلوب حياتنا، فستتمكن عندها البشرى السارة من الدخول إلى منازل عديدة ومساعدة الأشخاص والعائلات ليكتشفوا مجدّدًا أن الخلاص هو في يسوع، وفيه يمكننا أن نجد السلام الداخلي والقوة لمواجهة مختلف ظروف الحياة يوميًّا حتى تلك المضنية والصعبة. ما من أحد قد سمع أبدًا بقديس حزين لأن المسيحي هو شخص امتلأ قلبه بالسلام لأنه يعرف كيف يضع فرحه في الرب حتى في الأوقات الصعبة. فالإيمان لا يعني غياب الصعوبات وإنما أن يكون لدينا القوة لمواجهتها واثقين باننا لسنا وحدنا. وهذا هو السلام الذي يعطيه الله لأبنائه.

وختم قداسة البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: وإذ نتوجّه بنظرنا نحو عيد الميلاد الذي أصبح قريبًا تدعونا الكنيسة لنشهد بأن يسوع ليس مجرّد شخصيّة من الماضي وإنما هو كلمة الله التي تستمرّ اليوم أيضًا بإنارة مسيرة الإنسان؛ وتصرفاته – أي الأسرار – هي تعبير عن حنان الآب، عزائه ومحبته تجاه كل كائن بشريّ. لتجعلنا العذراء مريم "سبب سرورنا" فرحين على الدوام في الرب الذي يأتي ليحررنا من العديد من العبوديات الداخلية والخارجية.

وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين ولاسيما الأطفال وبارك تماثيل الطفل يسوع التي بحوزتهم وقال أيها الأطفال الأعزاء أشكركم على حضوركم وأتمنى لكم ميلادًا مجيدًا! وعندما تُصلّون في بيوتكم أمام مغارة الميلاد صلوا من أجلي أيضًا وأنا سأُصلّي من أجلكم. الصلاة هي نفس للروح ومن الأهمية بمكان أن تجدوا أوقات في يومياتكم لتفتحوا قلوبكم لله حتى من خلال صلوات الشعب المسيحي البسيطة والمقتضبة. بعدها تمنى الأب الأقدس أحدًا مباركًا للجميع ودعا المؤمنين مجدّدًا ليصلوا من أجله.        








All the contents on this site are copyrighted ©.