2014-12-16 13:49:00

البابا فرنسيس: الله يحتاج لخطايانا ليخلّصنا!


"الله يخلّص القلب التائب أما الذي لا يتّكل على الله فلا يخلص" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس إن التواضع يخلّص الإنسان في عيني الرب أما الكبرياء فيجعله يخسر، والمفتاح هو القلب: فقلب المتواضع مفتوح يعرف كيف يتوب ويقبل التأديب ويتّكل على الرب، أما قلب المتكبّر فهو العكس تمامًا: متباه ومنغلق، لا يعرف الخجل ولا يصغي على صوت الله. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر صفنيا ومن إنجيل القديس متى والتي تحدثنا عن الدينونة والتي سينتج عنها الخلاص أو الهلاك.

تابع الحبر الأعظم يقول إن الحالة التي يصفها النبي صفنيا هي حالة مدينة متمرّدة، وعلى الرغم من ذلك نجد فيها مجموعة من الأشخاص قد تابوا عن خطاياهم وهذا هو شعب الله الذي يحمل في داخله ثلاث ميزات: "الوداعة والفقر والاعتصام باسم الرب"، ولكن نجد في هذه المدينة أيضًا الأشخاص الذين لم يقبلوا التأديب ولم يتّكلوا على الرب وهؤلاء لن يخلصوا! لا يمكنهم أن ينالوا الخلاص لأنهم هم أنفسهم منغلقين على الخلاص. نقرأ كلمات الرب في سفر صفنيا: "وأُبْقي في ما بينكِ شَعْبًا وَديعًا فَقيرًا فيَعتَصِمون باسمِ الرَّبِّ" وهذا هو شعب الله المقدّس حتى في يومنا هذا فهو متواضع وغناه هو في إيمانه بالرب والاتّكال عليه، هذه هي درب الخلاص ودرب الكنيسة التي ينبغي علينا أن نسيرها إن كنا نريد أن نخلص.

أما الإنجيل، أضاف البابا فرنسيس يقول، فيقدّم لنا مقارنة بين ابنين أرسلهما والدهما ليعملا في الكرم. فأَجابَه الأوّل: "لا أُريد"؛ ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك فذَهَب، أما الثاني فَأَجابَ: "ها إِنِّي ذاهبٌ يا سيِّد!" ولكنَّه لم يَذهَب. وقد ضرب يسوع هذا المثل للأحبار وشيوخ الشعب مؤكّدًا لهم بوضوح أنهم رفضوا أن يصغوا لصوت الله الذي كلّمهم بواسطة يوحنا المعمدان ولذلك يقول لهم يسوع: "إِنَّ العَشَّارينَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إِلى مَلَكوتِ الله" لأنهم آمنوا بيوحنا المعمدان. فَلَمَّا سَمِعَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ أَمثالَه، أَدرَكوا أَنَّه يُعَرِّضُ بِهِم في كلامِه فحاولوا أَن يُمسِكوه، وهذه هي أيضًا ردّة فعل العديد من المسيحيين الذين يعتبرون أنفسهم "أنقياء وأتقياء" لمجرّد ذهابهم إلى القداس والاقتراب من المناولة. لكن الرب لا يريد هذا، لأن كل ما يحتاجه هو قلب تائب: فإن لم تصغِ للرب وتقبل تأديبه وتتكل عليه، لا يمكن أن يكون قلبك تائبًا، وهؤلاء المراؤون الذين لم يقبلوا ما قاله يسوع عن العشارين والبغايا – لاعتبار أنفسهم أنقياء وأطهار – الرب لا يريدهم!

تابع البابا فرنسيس يقول وهذا الحكم يمنحنا الرجاء ولكن يبقى الشرط أن نتحلّى بالشجاعة لنفتح قلوبنا ونشرّعها للرب بدون تحفّظ حتى فيما يختص بلائحة خطايانا، لأن الرب يريد أيضًا خطايانا، وعندما يصبح بإمكاننا أن نقف أمام الرب ونقول له "يا رب هذه خطاياي خذها وخلّصني" في تلك اللحظة سنصبح من شعب الله فعلاً "الشعب الوديع الفقير المعتصم باسم الرب". لنطلب من الرب إذًا هذه النعمة!








All the contents on this site are copyrighted ©.