2014-12-16 12:26:00

بروكسيل تطالب القوى الإقليمية بالإسهام في حل الصراع السوري


أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني أن أوروبا لا ترى في الرئيس السوري بشار الأسد شريكا لها، بيد أنه يشكل جزءا من الواقع ولا بد أن تتعامل أوروبا مع الواقع كي تتمكن من تغييره. ورأى المراقبون السياسيون في تصريحات موغريني تبدلا في الإستراتيجية التي يتبعها الاتحاد الأوروبي حيال الأزمة السورية، معتبرين أن بروكسيل ما تزال تعول على قيام مرحلة انتقالية في سورية وخروج الرئيس الأسد عن الساحة السياسية، لكنها قررت في الوقت الراهن دعم خطة تطبيق وقف إطلاق النار على صعيد محلي، بدءا من مدينة حلب، تماشيا مع اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دو ميستورا. وقد عقد وزراء خارجية الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اجتماعا شددوا خلاله على ضرورة التزام أوروبا مع كل اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين يتمتعون بتأثير على أطراف النزاع السوري.

وأطلق رؤساء الدبلوماسية الأوروبيون نداء إلى الجهات المعنية كي تمارس نفوذها من أجل التوصل إلى الهدف المنشود ألا وهو بلوغ حل سياسي يرتكز إلى نتائج اتفاق جنيف للعام 2012. وأوضحت السيدة موغريني بهذا الصدد أن نداء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي موجه في المقام الأول إلى الدول العظمى في الخليج، لاسيما المملكة العربية السعودية وإيران بالإضافة إلى روسيا. وذكرت المسؤولة الأوروبية أن هدف الاتحاد الأوروبي والجماعة الدولية يكمن في التوصل إلى "سورية خالية من الرئيس الأسد ومن داعش". ولم تخل كلمة السيدة موغريني من الإشارة إلى ضرورة تقديم الدعم إلى الجماعات المحلية في البلدان المجاورة لسورية ـ شأن لبنان، تركيا، الأردن والعراق ـ التي تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، ولفتت أيضا إلى ضرورة الشروع في إرسال المساعدات الإنسانية إلى حلب فور تطبيق وقف إطلاق النار من أجل تحسين مستوى عيش السكان المحليين.

في نيويورك ألقت المسؤولة عن الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مداخلة أمام مجلس الأمن الدولي أكدت فيها أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ما يزال يستخدم البراميل المتفجرة في الأحياء المكتظة بالسكان، ما يشكل خرقا لقرار تبناه مجلس الأمن بالإجماع في الثاني والعشرين من شهر شباط فبراير الماضي يطالب القوات الحكومية بعدم استخدام هذا النوع من السلاح. وأكدت آموس أن أوضاع العنف تزداد تدهورا في العديد من المناطق السورية حيث ما يزال المدنيون يدفعون حياتهم ثمنا للحرب السورية، لافتة إلى أن الجيش النظامي السوري يواصل اللجوء إلى البراميل المتفجرة في المناطق السكنية في حلب، حماة، إدلب، دير الزور، الرقة، درعا وريف دمشق.

وذكرت المسوؤلة الأممية في خطابها أمام مجلس الأمن الدولي أن عدد المواطنين السوريين المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية بلغ اليوم اثني عشر مليون ومائتي ألف شخص، بحيث سُجل ارتفاع بواقع ملونين وتسعمائة ألف شخص خلال الأشهر العشرة الماضية. كما تشير معطيات منظمة الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان سورية هم اليوم مهجرون داخل البلاد، أي حوالي سبعة ملايين وستمائة ألف نسمة، يُضاف إليهم زهاء ثلاثة ملايين لاجئ في البلدان المجاورة، في وقت بلغت فيه الحصيلة الرسمية لضحايا الحرب السورية وفقا لمصادر الأمم المتحدة حوالي مائتي ألف قتيل سقطوا منذ بداية الصراع في آذار مارس من العام 2011.








All the contents on this site are copyrighted ©.