2014-12-18 12:23:00

البابا يستقبل وفدا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ألمانيا


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان وفدا من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في ألمانيا يتقدمه أسقف أولريخ الذي توجه له البابا بالشكر على الكلمة التي ألقها وتعبر بوضوح عن التزامه في المسيرة المسكونية. بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن الحوار الرسمي بين الكاثوليك واللوثران يمكنه أن ينظر اليوم إلى ما حققه خلال السنوات الخمسين الماضية. وأكد أن التقدّم الذي شهدناه يشكل أساسا صلبا من الصداقة الخالصة المعاشة في إطار الإيمان والروحانية. وعلى الرغم من الاختلافات اللاهوتية التي ما تزال قائمة في العديد من القضايا الإيمانية إلا أن التعاون والتعايش الأخوي يميزان الكنيستين والجماعات الكنسية الأخرى الملتزمة في هذه المسيرة المسكونية المشتركة. بعدها ذكّر البابا فرنسيس بما كتبه سلفه يوحنا بولس الثاني في الرسالة العامة "ليكونوا واحدا" إذ شدد على أن الواجب الأساسي للكنيسة الكاثوليكية هو واجب مسكوني.

ولم يخل خطاب البابا من الإشارة إلى التوقيع على الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير بين الاتحاد اللوثري العالمي والمجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين لخمس عشرة سنة خلت، وقد شكل خطوة هامة على الطريق المسكونية. هذا ثم لفت البابا إلى أن الهدف المشترك المتمثل بالوحدة التامة والمنظورة بين المسيحيين يبدو أنه ما يزال بعيدا بسبب التفسيرات المختلفة حول هوية الكنيسة ووحدتها. وعلى الرغم من هذه القضايا التي ما تزال مفتوحة، لا بد من التركيز على الخطوات المقبلة الممكن اتّخاذها وقال: دعونا لا ننسى أننا نقوم معا بمسيرة من الصداقة والاحترام المتبادل والبحث اللاهوتي، مسيرة تحملنا على النظر إلى المستقبل بأعين الثقة. ولهذا السبب بالذات ـ تابع البابا يقول ـ قُرعت أجراس كل الكاتدرائيات الألمانية في الحادي والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي من أجل دعوة الأخوة المسيحيين إلى المشارك في خدمة ليتورجية مشتركة، لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لصدور القرار المجمعي في الحركة المسكونية.

هذا ثم عبّر البابا عن سروره إزاء النشاط الذي تقوم به لجنة الحوار الثنائية بين مجلس أساقفة ألمانيا والكنيسة الإنجيلية اللوثرية والتي أوشكت على الانتهاء من العمل حول موضوع "الله وكرامة الإنسان". وشدد على أهمية القضايا المرتبطة بكرامة الكائن البشري منذ بداية حياته وحتى نهايتها، بالإضافة إلى تلك المتعلقة بالعائلة والزواج والجنس. بعدها اعتبر البابا أن الحوار المسكوني اليوم لا يمكن فصله عن الواقع وحياة الكنائس، وذكّر بأن المسيحيين واللوثران سيُحيون في العام 2017 الذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح البروتستنتي الكبير وستتخلل المناسبة احتفالات مسكونية مشتركة في أنحاء العالم كافة. وتمنى في الختام أن تشجع هذه المناسبة الجميع على اتخاذ خطوات إضافية بعون الله وبمساعدة الروح القدس نحو الوحدة وعدم الاكتفاء بما تم انجازه حتى اليوم. 








All the contents on this site are copyrighted ©.