2015-03-16 14:35:00

البيان الختامي لسينودس أساقفة الكنيسة المارونية


عقد أساقفة الكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مجمعًا استثنائيًا في الكرسي البطريركي ببكركي من العاشر وحتى الرابع عشر من آذار مارس 2015، وقد وفدوا من أبرشيات لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وتداولوا في شؤون كنسية واجتماعية ووطنية، واتّخذوا تدابير فيها، وفي ختام المجمع أصدروا بيانا جاء فيه أن الآباء تلقوا بابتهاج إعلان قداسة البابا فرنسيس لسنة مقدسة عن الرحمة تبدأ في الثامن من كانون الأول ديسمبر عام 2015 وتنتهي في العشرين من تشرين الثاني نوفمبر عام 2016، وسنعمل على تنظيم إحيائها في أبرشياتنا ورعايانا وأديارنا، من أجل عيش ثمارها الروحية.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، تداول الآباء في أوضاع أبرشياتهم في ظل الظروف الراهنة. وتوقفوا عند أبرشيات زحلة وبعلبك دير الأحمر وحلب واللاذقية بعد شغور كراسيها بالوفاة أو بالاستقالة. وآلمتهم أوضاع أبنائهم جرّاء الحالة الأمنيّة المتدهورة في البقاع والحرب الدّائرة في العراق وسوريا، ولاسيما في حلب، التي أرغمتهم على النزوح من مدنهم وبلداتهم وقراهم إلى أماكن أكثر أمانًا. وفوق ذلك جاءت تنظيمات إرهابية تعتدي عليهم وعلى سواهم وتستولي على منازلهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وكلّ ما جنَتْ أيديهم، كما اعتدت على مسيحيي الحسكة بسوريا ومن قبلهم على مسيحيي الموصل وسهل نينوى في العراق.

ومما جاء في البيان أيضا أنّ الآباء يناشدون أبناءهم الصّمود في وجه هذه العاصفة التي ستعبر والثّبات في أرضهم وممتلكاتهم والمحافظة على ملكيتها لأنّها أحد العناصر التي تشكّل هويّتهم وهي ضمانة لوجودهم الحرّ والانفتاح على إخوتهم والعيش معهم بالاحترام المتبادَل. وفي الوقت عينه يطالبون الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية تحمل مسؤولياتها التاريخية في مجابهة موجة التطرف والتعصب، وفي الحفاظ على الوجود المسيحي الذي لعب ويلعب دورًا هامًّا في تكوين هوية العالم العربي وحضارته المسيحية ـ الإسلامية. ويطالبون هذه الدول بدعم لبنان ومساعدته للخروج من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية التي تسبّبها النزاعات والحروب في بلدان الشرق الأوسط. فلبنان عضو فاعل ومؤسس في جامعة الدول العربية. وهو في طبيعته عنصر استقرار، وواحة لقاء وحوار، ومؤمن بالحريات العامة والديمقراطية والعيش معًا في احترام التعدّدية وكرامة الإنسان.

وفي إشارة لاستعداد الكنيسة الكاثوليكية لسينودس الأساقفة المرتقب في الفاتيكان من الرابع حتى الخامس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر 2015 حول موضوع "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر"، دعا الآباء كلّ العائلات والأبرشيات والمؤسسات الرهبانية والحركات والمنظمات الكنسيّة للمشاركة في مواكبة مسيرة التحضير عبر الصلاة والالتزام بكلّ ما يصدر عن الكنيسة المحليّة والسينودس المذكور من وثائق والتّفاعل معها والإجابة على أسئلتها.

كما توقّف الآباء عند الوضع في لبنان في ظل الفراغ الرئاسي وما ينجم عنه من عواقب وخيمة على المستوى السّياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي وعلى مستوى مؤسسات الدولة وسَير عملها وجدّدوا دعوتهم إلى نوّاب الأمة والكتل السياسية ليذلّلوا الصعوبات، وليحضروا جميعهم بروح المسؤولية الوطنية إلى المجلس النيابي ويقوموا بواجبهم الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية الذي من دونه لا قيام للدولة ولا انتظام للمؤسسات. وتوقّف الآباء عند أوضاع أبرشيات الإنتشار وحاجاتها ودورها في دعم الكنيسة الأمّ في لبنان. فأبناؤنا في بلدان الإنتشار يعيشون على وقع المستجدّات في منطقتنا ويقلقون على مستقبل أهاليهم وأقاربهم، فيمدّونهم بالمساعدة في عيشهم وفي تحقيق مشاريع بلداتهم الرعائية والاجتماعية والثقافية والرياضية... ويرجو الآباء أن يكون زمن الصوم المبارك زمن نعمة وبركة وتجدّد روحي يُترجم بالتوبة وبأعمال رحمة ومحبة تؤهّلنا معًا للاحتفال بأسبوع آلام السيد المسيح وبانتصاره على الموت بالقيامة، الذي يتمنّونه قيامة لأوطاننا وشعوبها على أسس المصالحة والسلام والحرية.








All the contents on this site are copyrighted ©.