مقابلة مع المطران وردوني لمناسبة زيارة الكاردينال فيلوني للعراق

بدأ رئيس مجمع تبشير الشعوب الكاردينال فرناندو فيلوني زيارة إلى العراق لمناسبة أسبوع الآلام من أجل التعبير عن قرب الكنيسة الكاثوليكية والبابا فرنسيس من الكنائس المحلية في خضم الأوضاع الصعبة التي تمر بها. وكان نيافته قد قام بزيارة مماثلة إلى البلد العربي في آب أغسطس الماضي ليتفقد الجماعات المسيحية المحلية. وقبل وصوله إلى العراق توجه الكاردينال فيلوني إلى عمان حيث زار رعيتين تستقبلان لاجئين عراقيين واجتمع إلى المسؤول عن هيئة كاريتاس في الأردن وعبر عن تقديره لسخاء الكثير من الأشخاص قائلا "كم هو جميل أن نرى هذه العائلات تستعيد كرامتها وعلاقات الصداقة".

وللمناسبة أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع المطران شلمون وردوني الأسقف المساعد على بغداد للكلدان ورئيس هيئة كاريتاس العراق الذي أكد أن أوضاع مسيحيي الموصل ونينوى لم تتغير منذ شهر حزيران يونيو الماضي إذ إنهم ما يزالون يعيشون في الخيم والكارافانات وأوضاعهم مأساوية للغاية. وهم يترقبون العودة إلى ديارهم ويصلون كي يتم تحرير سهل نينوى ويعيشون حاليا في الشمال، لاسيما في إربيل وعنكاوى.

وأوضح الأسقف العراقي أن المتطرفين المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية يضطهدون كل من لا يشاطرونهم أفكارهم ومن لا ينضمون إليهم، لافتا إلى أن الكنيسة الكلدانية هي بنوع خاص كنيسة الشهداء وقال "الشهداء المسيحيون موجودون في مختلف أنحاء العالم لكن وضعنا مأساوي للغاية وهم يضعون كل شيء بين يدي العناية الإلهية". وفي رد على سؤال بشأن وجود مؤامرات لإفراغ الشرق الأوسط من مسيحييه كما يُحكى في العديد من المحافل الدولية، قال المطران وردوني إن تاريخ المسيحيين في المنطقة يعود إلى ألفي سنة، لافتا إلى أن التراث المسيحي يتعرض للدمار على يد أشخاص همجيين لا ضمير لهم، ولا ثقافة لهم.

ومع اقتراب الاحتفال بعيد الفصح أكد سيادته أن المسيحيين في العراق يطلبون إلى الرب أن يساعدهم على المضي قدما لافتا إلى أن الكنائس غصت بالمؤمنين والأطفال يوم الأحد الفائت، لمناسبة عيد الشعانين. وقال: لدينا ثقة كبيرة بالرب الذي سيساعدنا على الاحتفال بالأعياد الفصحية، مشيرا إلى أن الفصح هو قبل كل شيء "فرح روحي" يعم القلب ويُقدم إلى جميع العراقيين. رجاؤنا هو في الرب وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة. وختم حديثه لإذاعتنا قائلا: إن هيئات كاريتاس في أنحاء العالم كافة مدت لنا يد العون بالإضافة إلى البابا الذي يشجعنا. فهذا العزاء يدخل قلوبنا ويجعلنا سعداء.