2015-05-05 12:48:00

كلمة الكاردينال ساندري الافتتاحيّة في اجتماع أساقفة العراق مع أعضاء جمعية رواكو


بمناسبة افتتاح اجتماع أساقفة العراق مع أعضاء جمعية رواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية والذين يشرفون على تنفيذ عدد من المشاريع لصالح المهجرين على الصعيدين الرعوي والإعاني، ألقى رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري كلمة قال فيها: بهذا اللقاء تُختتم زيارتي للعراق حيث تمكنت من زيارة الجماعات وبعض السلطات في بغداد وإربيل ودهوك.

تابع الكاردينال ساندري كلمته مُذكرًا بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته نور الشرق حول مسيرة الكنيسة نحو الملء والقداسة وحول سرّ الكنيسة كسر القمر كما يكتب بعض آباء الكنيسة وقال: في الواقع إن الكنيسة تكون ذاتها عندما تعكس نور المسيح القائم من الموت: فهي لا تملك نورها الخاص ولا يمكنها أن تقدّم شيئًا للبشريّة التي تحج على الأرض سوى المسيح القائم من الموت، فهو وحده القادر على إنارة الظلمات والأماكن المهجورة والمُقفرة.

أضاف رئيس مجمع الكنائس الشرقية يقول لقد رأيت خلال هذه الأيام بعض علامات هذا النور في كنائس العراق كما ولمست لمس اليد التكرس والاهتمام البطولي للعديد من الكهنة: رعاة صالحون بالفعل! لم يهربوا بل لازموا قطيعهم؛ لقد تأثرت أيضًا بالشركة العميقة بين كهنة مختلف الكنائس المسيحية الذين يعملون معًا بمحبة وينظمون مع العلمانيين الملتزمين نشاطات لمساعدة اللاجئين والاهتمام ببرامج التنشئة في المدارس والرعايا. وقد رأيت أيضًا تعاونهم مع مختلف أعضاء جمعية رواكو الذين يعملون ويقدمون المساعدة من أجل خير الجميع.

تابع الكاردينال ليوناردو ساندري يقول صحيح أن الظروف مأساوية وقد نشعر أحيانًا بالعجز والضعف، لكنها تجربة يمكننا أن نتغلّب عليها لأن الرب معنا وبالتالي ينبغي علينا أن نطلب منه أن يذكرنا على الدوام بأنه وإن عصفت العواصف بسفينة الكنيسة وتخبّطت بين الأمواج فلن نغرق أبدًا لأنه معنا ولن يتركنا بالرغم من قلّة إيماننا أحيانًا؛ وهذا ما ذكرني به اللاجئون الذين زرتهم في مركز بيت عنيا في بغداد وأمس في دهوك. أيها الإخوة البطاركة والأساقفة، تابع الكاردينال ساندري يقول، أنتم أعضاء في سينودسات كنائسكم الخاصة: فاسعوا مع البطاركة وبالشركة معهم كي ينمو الجسم الكنسي بتعاون جميع أعضائه. ولا نستسلمنَّ إزاء أي شكل من أشكال الإنفرادية والمرجعيّة الذاتيّة لكي لا نسمح لمنطق الأكثرية والأقليّة الذي يسبب الألم في البلاد أن يكون له تبعات أيضًا داخل الإطار الكنسي.

وختم رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري كلمته الافتتاحيّة في اجتماع أساقفة العراق مع أعضاء جمعية رواكو بالقول: يخبرنا إنجيل اليوم عن الحوار الذي دار بين بطرس والرب القائم من الموت، وبالتحديد حول السؤال الذي طرحه عليه يسوع ثلاث مرات إذ قال "أتحبني؟" وما كان جواب يسوع له؟ إنه جواب بسيط جدًّا: "إتبعني!". لا تهتمّ إن كان الآخر يسير أمامك أو خلفك لأن الرب يطلب من كل واحد منا مسيرة فريدة وشخصيّة، وكل ما يطلبه منك هو أن تتبعه دائمًا وباستمرار. لنطلب جميعًا هذه النعمة من الرب بدون أن نضيع في تحاليل ونقاشات غير مجدية، وفي هذا الإطار سيساعدنا جميعًا مع جماعاتنا أن نعيش الدعوة التي يوجهها الأب الأقدس للكنيسة في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل".








All the contents on this site are copyrighted ©.