2015-05-15 13:41:00

البابا فرنسيس: المسيحي الذي يخاف هو شخص لم يفهم ماهيّة رسالة يسوع


"الجماعات التي تخاف وتعيش بلا فرح هي جماعات مريضة وليست جماعات مسيحيّة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال البابا فرنسيس خوف وفرح هما الكلمتان التي تقدمهما لنا الليتورجية اليوم، الخوف هو موقف يؤذينا، يُضعفنا ويحجّمنا ويشلّنا. إن الشخص الذي يخاف لا يفعل شيئًا لا بل لا يعرف ماذا يفعل، هو يركّز اهتمامه على نفسه فقط لكي لا يحصل له أي مكروه؛ فالخوف يحملك على عيش موقف أناني يشلّك والمسيحي الذي يخاف هو شخص لم يفهم ماهيّة رسالة يسوع. لذلك، تابع الأب الأقدس يقول يسوع لبولس: "لا تَخَف، بل تَكَلَّم ولا تَسكُت فأنا معك" لأن الخوف ليس موقفًا مسيحيًّا؛ بل هو موقف – إذا صح القول – النفس المسجونة التي حرمت حريتها، وهي ليست حرّة للنظر إلى الأمام ولتكون مبدعة وتخلق شيئًا ما أو تصنع الخير... لأنها تخاف وتشعر بأنها في خطر على الدوام من هذا الأمر أو من ذاك... والخوف مؤذٍ!

وأضاف البابا يقول لا يجب علينا أن نخاف وإنما أن نطلب نعمة الشجاعة، شجاعة الروح القدس الذي يرسلنا. هناك جماعات تخاف وتبحث دائمًا عمّا يمنحها الأمان: "لا لن نقوم بهذا الأمر... لا هذا الأمر لا يمكننا فعله..." فيبدو وكأن كلمة "ممنوع" قد كُتبت على المدخل: كلّ شيء ممنوع بسبب الخوف. وإن دخلت إلى هذه الجماعة فستشعر بأن الهواء موبوء لأن هذه الجماعة مريضة. الخوف يجعل الجماعة مريضة وكذلك نقص الشجاعة. ولكن، تابع الحبر الأعظم يقول، ينبغي أن نميّز بين الخوف ومخافة الله الذي هو أمر مُقدّس، إنه ورع العبادة أمام الرب ومخافة الرب هي فضيلة، فهي لا تُحجّمنا ولا تُضعفنا أو تشلُّنا بل تقودنا قدمًا إلى الأمام إلى الرسالة التي يمنحنا الرب إياها.

أما الكلمة الثانية التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم فهي الفرح. يقول لنا يسوع: "ما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح"، حتى في أوقات الحزن والألم لأن هذا الفرح يصبح سلامًا. فالمسيحي بدون فرح ليس مسيحيًّا، والمسيحي الذي يعيش في الحزن ليس مسيحيًّا، والمسيحي الذي يفقد سلامه عند التجارب والمرض والصعوبات فهو بالتأكيد يفتقد لشيء ما في حياته. الفرح المسيحي ليس مجرّد مرح بسيط كما وأنه ليس سعادة عابرة؛ الفرح المسيحي هو عطيّة، إنه عطيّة الروح القدس. إنه فرح القلب لأن الرب قد انتصر ولأن الرب يملك وهو قائم عن يمين الآب، إنه فرح القلب لأن الرب قد نظر إليّ وأرسلني، لأنه منحني نعمته وجعلني ابنًا للآب... هذا هو الفرح المسيحي، والمسيحي يعيش في الفرح على الدوام. وبالتالي فالجماعة التي لا تملك الفرح هي جماعة مريضة، قد تكون ربما جماعة مرحة لكنها مريضة بروح العالم لأنها لا تملك فرح المسيح يسوع. ولذلك فعندما تعيش الكنيسة في الخوف وعندما لا تنال فرح الروح القدس تمرض الكنيسة وتمرض الجماعة ويمرض المؤمنون. وختم البابا فرنسيس عظته رافعًا الصلاة وقال: إرفعنا يا رب نحو المسيح الجالس عن يمين الآب، إرفع روحنا وانزع منا كل خوف وامنحنا الفرح والسلام!      








All the contents on this site are copyrighted ©.