2015-05-22 13:47:00

البابا فرنسيس: ما هي النظرة التي يوجهها يسوع اليوم لي؟


"ما هي النظرة التي يوجهها يسوع اليوم لي؟" هذا هو السؤال الذي تمحورت حوله عظة قداسة البابا فرنسيس في القداس الإلهي الذي احتفل به صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وتوقف عند الحوار الذي دار بين يسوع وبطرس الذي يقدّمه لنا إنجيل اليوم ليتابع تأمّله حول النظرات الثلاث التي وجهها الرب للقديس بطرس: نظرة الاختيار، نظرة الندم ونظرة الرسالة.

قال البابا فرنسيس: لقد أعدّ يسوع القائم من الموت الطعام لتلاميذه وبعد أن أكل معهم دار بينه وبين بطرس حوارًا عميقًا. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من هذا المشهد من إنجيل القديس يوحنا الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم ليقدم لنا تأملاً حول نظرات يسوع وقال: في بداية إنجيل يوحنا، عندما ذهب أندراوس إلى أخيه بطرس وقال له: "لقد وجدنا المسيح"، نجد نظرة حماس. حدّق يسوع ببطرس وقال له: "أَنتَ سِمعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا"، إنها النظرة الأولى، نظرة الاختيار، إنها الدعوة والإعلان الأول للرسالة. وكيف كان بطرس أمام تلك النظرة الأولى؟ تابع البابا متسائلاً: كان مندفعًا ومتحمّسًا للسير مع الرب.

بعدها انتقل الأب الأقدس للحديث عن النظرة الثانية، نظرة الندم، والتي تمّت في تلك الليلة المأساوية، ليلة خميس الأسرار، عندما أنكر بطرس يسوع ثلاث مرات وأحسّ بأنه قد فقد كل شيء، بأنه فقد محبة الرب، وعندما التفت الرب ونظر إلى بطرس، خرج التلميذ للحال وبكى. يخبرنا إنجيل القديس لوقا أن بطرس بكى بكاءً مرًّا. لقد تحوّل ذلك الحماس لإتباع يسوع إلى بكاء لأنه أخطأ، لأنه أنكر يسوع. ومرّة أخرى غيّرت تلك النظرة قلب بطرس أكثر من المرّة الأولى. فالتغيير الأوّل الذي أحدثته نظرة الرب كان تغييرًا في الاسم والدعوة. أما النظرة الثانية فهي نظرة تحول القلب وهذا التحول هو ارتداد إلى الحب.

تابع الحبر الأعظم يقول ومن ثمَّ هناك نظرة اللقاء بعد القيامة، نعلم أن يسوع قد التقى ببطرس، بحسب ما يخبرنا الإنجيل، لكن لا نعرف الحديث الذي دار بينهما. لكنّ إنجيل اليوم يقدّم لنا النظرة الثالثة تلك النظرة التي ثبّتت بطرس في رسالته، ولكنها أيضًا النظرة التي، من خلالها، يطلب يسوع من بطرس إثباتًا على محبّته. ولثلاث مرات يطلب الرب من بطرس إظهار محبّته ويدعوه ليرعى خرافه، ولكن عند السؤال الثالث حزن بطرس وكاد يبكي.  ويخبرنا الإنجيلي: "حَزِنَ بُطرُس لأَنَّه قالَ له مَرَّةً ثَّالِثَة: أَتُحِبُّني؟ فقالَ: "يا رَبّ، أَنتَ تَعلَمُ كُلَّ شَيء، أَنتَ تَعلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ" قالَ له يسوع: "إِرعَ خِرافي". هذه هي النظرة الثالثة نظرة الرسالة. وبالتالي هناك أولاً نظرة الاختيار التي يرافقها الحماس بإتباع يسوع، ومن ثم النظرة الثانية، نظرة الندم لحظة إنكار يسوع، والنظرة الثالثة نظرة الرسالة: "إرع حملاني"، "اسهر على خرافي"، "إرع خرافي".

لكن الرسالة لا تنتهي هنا، تابع البابا فرنسيس يقول، فيسوع يذهب أبعد ويقول لبطرس أنه سيفعل كل هذا محبّة بالرب ولكنه لن ينال أي مكافأة زمنيّة بل سيسير خلفه في درب الصليب أيضًا. واليوم نحن مدعوون لنفكر: "ما هي النظرة التي يوجهها لي يسوع؟ كيف ينظر إلي يسوع؟ هل هو يختارني ويدعوني؟ هل يغفر لي؟ هل يحمّلني رسالة؟ نحن نسير دائمًا تحت نظر يسوع وهو يرافقنا على الدوام بنظرته المحبّة: يطلب منا أمرًا ما، ويسامحنا على نقص ما، ويعطينا رسالة معيّنة. والآن سيحضر يسوع بيننا على المذبح، ليفكر كل منا في نفسه: "يا رب، أنت هنا وقد حللت بيننا، أمل نظرك إليّ وقل لي ماذا تريدني أن أفعل، كيف يجب علي أن أبكي نقائصي وخطاياي؟ بأي شجاعة ينبغي علي أن أسير قدمًا في الدرب الذي سرته قبلي؟" سيساعدنا كثيرًا في هذا اليوم، أن نقرأ مجدّدًا هذا الحوار الذي دار بين الرب وبطرس ونفكر بالنظرة التي يوجهها يسوع اليوم لكل فرد منا!     








All the contents on this site are copyrighted ©.