2015-05-24 12:45:00

البابا فرنسيس: ليحلّ علينا الروح القدس فنخرج من انغلاقنا وننقل للعالم بأسره محبة الرب الرحيمة


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة "إفرحي يا ملكة السماء" مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة وجّه الأب الأقدس كلمة قال فيها: أيها الإخوة والأخوات صباح الخير، إن عيد العنصرة يجعلنا نعيش مجدّدًا بدايات الكنيسة. يخبر كتاب أعمال الرسل أنه وبعد خمسين يوم من الفصح، في البيت الذي كان تلاميذ يسوع يقيمون فيه "فانْطَلَقَ مِنَ السَّماءِ بَغتَةً دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة... وامتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس" (أعمال ٢، ١- ٢). بحلول الروح هذا تحول التلاميذ بشكل كامل: فحلّت الشجاعة مكان الخوف، والانغلاق اسلم مكانه للبشارة، وكلُّ شكٍّ طُرد بواسطة الإيمان المُفعم بالمحبّة. إنها معمودية الكنيسة التي بدأت هكذا مسيرتها في التاريخ تقودها قوّة الروح القدس.

تابع الأب الأقدس يقول: ذاك الحدث الذي غيّر قلب وحياة الرسل والتلاميذ الآخرين تردّد صداه فورًا خارج العليّة. في الواقع، إن ذاك الباب الذي بقي مغلقًا لخمسين يوم قد شُرِّع أخيرًا والجماعة المسيحية الأولى التي لم تعد منغلقة على نفسها بدأت تتحدث مع الجموع القادمة من أماكن متعددة عن العظائم التي فعلها الله (راجع أعمال ٢، ١١)، أي عن قيامة يسوع الذي صُلب. وكان كل من الحاضرين يسمع الرسل يتحدثون بلغته. إن عطية الروح القدس تعيد تناغم اللغات الذي كان قد فُقد في بابل ويقدّم صورة عن البعد الشامل لرسالة الرسل. فالكنيسة تولد شاملة، واحدة وكاثوليكية، مع هوية واضحة ولكن منفتحة تغمر العالم بأسره بدون أن تستثني أحدًا.

أضاف البابا فرنسيس يقول: إن الروح القدس الذي أفيض في العنصرة في قلوب التلاميذ هو فصل جديد: فصل الشهادة والأخوة. إنه فصل يأتي من علو، من الله، مثل ألسنة النار التي وقفت على رأس كل تلميذ. لقد كانت شعلة الحب التي تحرق كل مرارة؛ كانت لسان الإنجيل الذي عبر الحدود التي وضعها البشر ويلمس قلوب العديد بدون تمييز في اللغة والعُرق والجنسية. وكيوم العنصرة لا يزال الروح القدس يحل اليوم أيضًا باستمرار على الكنيسة وعلى كلِّ فردٍ منا لكي نخرج من وضعنا وانغلاقنا وننقل للعالم بأسره محبة الرب الرحيمة. هذه هي رسالتنا! فلنا أيضًا قد أُعطيت موهبة "لغة" الإنجيل و"نار" الروح القدس، لكي ومن خلال إعلاننا يسوع القائم من الموت والحي الحاضر بيننا، ندفئ قلوب الشعوب ونقرّبهم إليه هو الطريق والحقّ والحياة.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول: لِنَكِل أنفسنا إلى الشفاعة الوالديّة لمريم الكلية القداسة التي كانت حاضرة كأمٍّ وسط الرسل في العليّة، لكي ينزل الروح القدس بوفرة على كنيسة زمننا ويملأ قلوب جميع المؤمنين ويُضرم فيها نار محبّته.

وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال: أتابع بقلق أحداث العديد من النازحين في خليج بنغالا وفي بحر أندمان. وأعبر عن تقديري لجميع الجهود التي تقوم بها تلك البلدان التي أبدت استعدادها لاستقبال هؤلاء الأشخاص الذين يواجهون آلامًا ومخاطر شاقة. كما أُشجّع الجماعة الدوليّة على تقديم المساعدة الإنسانية الضروريّة.

تابع البابا فرنسيس يقول: لقد تمّ أمس في السلفادور وفي كينيا إعلان تطويب أسقف وراهبة. الأول وهو المطران أوسكار روميرو رئيس أساقفة سان سلفادور الذي قتل بسبب إيمانه بينما كان يحتفل بالقداس الإلهي. هذا الراعي الغيور، على مثال يسوع، قد اختار أن يكون وسط شعبه ولاسيما بين الفقراء والمظلومين، حتى على حساب حياته. أما الراهبة فهي الأخت إيرينيه ستيفاني، مرسلة إيطالية، خدمة شعب كينيا بفرح ورحمة ورأفة. ليولد مثال هذين الطوباويين في كل فرد منا الرغبة للشهادة للإنجيل بشجاعة وتخلّي.     








All the contents on this site are copyrighted ©.