2015-05-25 11:55:00

البابا: الثروات قادرة على تحويل الحماسة تجاه المسيح إلى حزن وانغلاق على الذات


ترأس البابا فرنسيس هذا الاثنين، كعادته الصباحية، الاحتفال بالقداس في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان، وألقى عظة للمناسبة أكد فيها أن الغنى وعندما لا يُشاطر يولّد الفساد. شدد البابا إذا على ضرورة أن يوضع الغنى والثروات في خدمة الخير العام، مشيرا إلى الحزن وانعدام الرجاء اللذين ينتجان عن الأنانية في التنعم بالخيور الوافرة. واعتبر أن الثروات المادية قادرة على تحويل الحماسة تجاه المسيح إلى حزن وانغلاق على الذات، وهذا ما تُخبرنا عنه رواية الشاب الغني في الإنجيل المقدس، هذا الشاب الذي التقى بيسوع وعبّر عن رغبته في اتّباعه مؤكدا أنه حفظ الوصايا منذ صغره. بيد أن موقفه تغيّر عندما دلّه الرب على آخر خطوة ينبغي أن يتخذها، وهي الشيء الوحيد الذي ينقصه: أي أن يبيع كل أملاكه ويُعطي المال للفقراء ليتبعه بعد ذلك. بهذا تبدد فجأة الفرح والرجاء لدى هذا الشاب الغني لأنه لم يشأ التخلي عن ثرواته.

بعدها أكد البابا فرنسيس أن التعلّق بالثروات المادية هو في الواقع بداية كل أنواع الفساد: الفساد الشخصي، الفساد في الأعمال والتجارة، الفساد السياسي والتربوي. وذلك لأن من يعيشون متعلقين بسلطتهم وبثرواتهم يعتقدون أنهم في الفردوس. إنهم منغلقون على ذواتهم، يفتقرون إلى الآفاق والرجاء، وفي نهاية المطاف يُجبرون على ترك كل شيء. تابع البابا فرنسيس عظته الصباحية متحدثا عن وجود سر في اقتناء الثروات، لأن الثروات قادرة على أن تسحر الإنسان وتغريه وتجعله يعتقد أنه يعيش في فردوس أرضي. وأشار إلى أن هذا هو واقع بعض الأحياء التي شاهدها في سبعينات القرن الماضي، حيث يقيم الأثرياء ويعيشون ضمن حدود تحميهم من اللصوص.

وعاد البابا ليؤكد أن العيش بدون آفاق يتحول إلى حياة عقيمة كما أن العيش بلا أمل يصبح حياة حزينة. وأكد البابا أيضا أن الغنى الخالي من السخاء يجعل الإنسان يعتقد أنه قوي، مثل الله، وهذه القناعة تجرده من الأمل في نهاية المطاف. وختم البابا عظته خلال القداس مشددا مرة جديدة على أهمية أن توضع الثروات في خدمة الخير العام ومؤكدا أن من يبخل في إعطاء المال يكون قلبه منغلقا تماما كالرجل الغني الذي يأكل ويشرب ويلبس لباسا فاخرا ولا يرى الأشخاص المحتاجين والفقراء.








All the contents on this site are copyrighted ©.