2015-06-08 13:46:00

البابا فرنسيس يستقبل أساقفة بورتوريكو في زيارتهم التقليديّة للأعتاب الرسوليّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة بورتوريكو في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية وللمناسبة رحّب الأب الأقدس بضيوفه وسلّمهم كلمة جاء فيها: أنتم، كمعلنين للإنجيل وحراس رجاء شعبكم، مدعوون لتتابعوا كتابة عمل الله في كنائسكم المحليّة يحرّككم روح الشركة الكنسيّة، ولتعملوا على نمو الإيمان ولكي يسطع أيضًا نور الحقيقة في أيامنا هذه.

تابع البابا فرنسيس أمام حجم المشاكل وضخامتها يحتاج الأسقف إلى أن يلجأ ليس للصلاة فقط وإنما أيضًا لصداقة إخوته في الأسقفيّة ومساعدتهم الأخويّة. لا تصرفوا طاقاتكم في الانقسامات والمواجهات وإنما في البناء والتعاون. فأنتم تعلمون أنه بقدر ما تكون الشركة عميقة فيما بينكم بقدر ما ستنتعش الرسالة. إن الأسقف هو المثال لكهنته وهو يحركّهم ليبحثوا على الدوام عن التجدّد الروحي وإعادة اكتشاف فرح رعاية قطيعه داخل عائلة الكنيسة الكبيرة. لذلك أسألكم أن تتحلوا بموقف استقبال تجاههم كي يشعروا بأنَّ هناك من يصغي إليهم ويرشدهم لكي يتمكنوا من أن ينموا في الشركة والقداسة والحكمة ويحملوا للجميع أسرار الخلاص. وإزاء يوبيل الرحمة المقبل تذكّروا أنتم أولاً ومن ثمّ الكهنة أن تكونوا خدّامًا أُمناء لمغفرة الله لاسيما في سرّ المصالحة الذي يسمح لاختبار محبة الله شخصيًّا ويقدّم لكل تائب مصدر السلام الداخلي الحقيقي.

أضاف الأب الأقدس للحصول على رعاة صالحين من الأهمية بمكان الاهتمام براعوية الدعوات بشكل يسمح بالحصول على عدد مناسب من الدعوات، ولاسيما بالإكليريكيات لكي تقدّم التنشئة الواجبة للمرشحين للكهنوت. وتباع البابا فرنسيس إن تسهيل حياة الأسرار للمؤمنين وتقديم التنشئة المستدامة الملائمة لهم يساهمان ليتمكن هؤلاء من إتمام مهمّتهم في إعلان البشرى السارة في جميع الأماكن بما فيها تلك الأكثر عدائيّة والبعيدة عن الكنيسة. أرغب من كلّ قلبي، وإذ يحرّككم مثال علمانيين مميّزين كالطوباوي كارلوس مانويل رودريغيز سانتياغو، مثال في بذل الذات والخدمة الرسوليّة، أو المكرّم رافاييل كورديرو أي مولينا، أن تتابعوا مسيرتكم بإتباع فرح للإنجيل معمِّقين عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة ومشاركين في النقاشات العامة المتعلّقة بالمجتمع الذي تعيشون فيه.

تابع البابا ومن بين المبادرات التي ينبغي تعزيزها على الدوام نجد الراعويّة العائليّة ولاسيما إزاء المشاكل الاجتماعيّة الخطيرة التي تُعاني منها. وفي هذا الإطار اسمحوا لي أن ألفت انتباهكم إلى قيمة وجمال الزواج. والتكامل بين الرجل والمرأة كذروة الخلق الإلهي. فالاختلاف بين الرجل والمرأة ليس بالتباين أو بالتبعيّة والخضوع بل بالشركة وإعطاء الحياة، دائمًا في إطار صورة الله ومثاله. وبالتالي يشكّل سرّ الزواج العلامة لمحبة الله للبشريّة ولبذل المسيح لذاته في سبيل الكنيسة عروسته. فحافظوا إذًا على هذا الكنز، أحد الكنوز الأكثر أهميّة لشعوب أمريكا اللاتينيّة والكاراييب.

وختم البابا فرنسيس كلمته لأساقفة بورتوريكو في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية أؤكّد صلاتي لكم وللكهنة والمكرّسين وجميع المؤمنين العلمانيين في أرضكم الحبيبة. احملوا لهم من فضلكم تحيّة الأب الأقدس واسهروا بغيرة وصبر على كرمة الرب التي أوكلت إلى عنايتكم وسيروا إلى الأمام معًا.   








All the contents on this site are copyrighted ©.