2015-08-14 13:37:00

رئيس أساقفة سيول: زيارة البابا فرنسيس لكوريا عيد فرح ومشاركة


"لقد مرّ عام على زيارة قداسة البابا فرنسيس لبلدنا وقد حمل إلينا رسالة محبّة وسلام خلال الأيام الخمسة لإقامته بيننا وبالتالي أرغب أن أعبّر عن امتناني العميق للحبر الأعظم الذي أتى لزيارتنا خلال العطلة الصيفيّة" هذا ما كتبه الكاردينال أندرو يوم سو-يونغ رئيس أساقفة سيول في مقالة كتبها في صحيفة الأوسيرفاتوريه رومانو في الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى كوريا.

تابع رئيس أساقفة سيول يقول إن زيارة البابا فرنسيس – رمز الفقر ومحبة القريب – لم تكن فقط مناسبة كبيرة لكوريا وإنما للقارة الآسيوية بأسرها. أما بالنسبة للشعب الكوري الذي يتألّم بسبب صعوبات عديدة فقد شكّلت هذه الزيارة عيد فرح ومشاركة. إن رسالة الفرح التي حملها إلينا قد أعطت ثمارًا ثمينة لكوريا بأسرها، والكنيسة الكوريّة لا تزال تتذكّر الحماس والرجاء اللذين غمرا قلوب المؤمنين خلال مشاركتهم في لقاءات الأب الأقدس.

أضاف الكاردينال أندرو يوم سو-يونغ يقول سنتوقف الآن لنفهم معنى وروحانيّة التعاليم التي تركها لنا البابا فرنسيس، لقد شدّد الأب الأقدس على ثلاث كلمات أساسيّة خلال زيارته: ذكرى، رجاء وشهادة. ذكرى استشهاد أجدادنا في الإيمان وكيفيّة عيشه في حياتنا الحاضرة، لاسيما وأن الذكرى بالنسبة لنا ليست مجرّد احتفالات خارجيّة بل اجتهاد من أجل تجدّد داخليّ، والذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا فرنسيس لبلادنا هي مناسبة لنرى كيف نمت بذار تعاليمه وأثمرت لاسيما في مسيرة أبرشيّة سيول وجهودها لتصبح كنيسة فقيرة للفقراء تعيش فرح الإنجيل وتحقق عدالة الرب وسلامه. وكرئيس أساقفة، أعتقد أنه ينبغي علينا أن نكون أوّل من يتحرّك، فالذهاب للقاء الفقراء يتحلّى ببعد روحي وبعد تطبيقي، وهذا ليس مجرّد شعار بل هو قرار لراعوية أكثر تنبّه للأخيرين وحاجاتهم. وأفرح لأن أبرشيّة سيول تلعب دورًا فعّالاً في الخدمة الاجتماعيّة حتى تجاه أبرشيات وبلدان أخرى.

تابع رئيس أساقفة سيول يقول إن الديانة المسيحية لم تدخل البلاد من خلال المرسلين الأجانب وإنما من خلال مبادرات كوريين علمانيين، وبالتالي فإن شغف الإيمان في كنيستنا هو فريد ومميّز، ونجد الشهادة في حياة أكثر من عشرة آلاف شهيد قتلوا بسبب إيمانهم، ولذلك احتفلنا بإعلان قداسة مائة وثلاثة قديس شهيد، وخلال زيارة البابا فرنسيس بتطويب مائة وأربعة وعشرين شهيد. فالذبيحة الإلهيّة بمناسبة التطويب والتي ترأسها قداسة البابا في غوانغوامون قد شكّلت فسحة للمصالحة بين الشهداء والمُضطَهدين. وقد أصبح مكان الاحتفال بالتطويب مكانًا يعكس معنى اسمه: مكان يسطع بنور التمجيد. ولذلك تشدّد أبرشيّة سيول على تسليط الضوء على حياة هؤلاء الشهداء لكي يتمكن الناس من أن يستلهموا من حياتهم وينظروا إليهم كأمثلة لهم. وقد قمنا بالتعاون مع الحكومة بسلسلة مشاريع ونشاطات يمكنها أن تشكّل أيضًا برامج سياحيّة إذ حددنا مسارات حجٍّ حول مدينة سيول وقمنا ببناء متحف للإستشهاد لأن إيمان الشهداء القديسين هو إرثنا الأكبر.

أضاف الكاردينال أندرو يوم سو-يونغ يقول إن هدف زيارة البابا فرنسيس لكوريا كان المشاركة في يوم الشباب الآسيوي وهذا الأمر يجعلنا نفهم أهميّة الشباب بالنسبة للأب الأقدس. وهذا اللقاء القاري الذي بدأ عام 1999 قد عُقد في السنة الماضية في كوريا بنسخته السادسة مُجتذبًا حوالي الألفي مشاركًا من مختلف بلدان آسيا. وبالرغم من أنه احتفال صغير بالنسبة لليوم العالمي للشباب الذي عقد في البرازيل عام 2013 لكن هذا اليوم القاري هو علامة للإيمان الحيّ والنشيط للكنيسة الكاثوليكية في آسيا، لاسيما وأن إعادة إنعاش خدمة الشباب في الكنيسة يشكّل أكبر تحدٍّ لأبرشية سيول؛ لكنني أؤمن أن مستقبل الكنيسة هو بين أيدي الأجيال الجديدة وبالتالي فإن إعادة إحياء خدمة الشباب تشكّل قاعدة أساسيّة في نموّ الكنيسة لأن عالمنا يواجه الواقع التعيس لابتعاد الشباب عن الإيمان المسيحي؛ ولذلك تركّز اليوم أبرشية سيول اهتمامها على التربية الكاثوليكية التي تبدأ في أول مراحل الطفولة، فالكنيسة الكوريّة تقوم بجهود عميقة لتغيير الأوضاع مشجّعة سلسة مبادرات ونشاطات للشباب كدراسة الكتاب المقدس وحركة جنود مريم وحركة الكروسيّوس.

تابع رئيس أساقفة سيول يقول وبعد أن أخذنا باهتمام مشكلة تجديد خدمة الشباب، عبّرت في الثاني عشر من حزيران يونيو الماضي في سيول خلال الاحتفال باليوم العالمي للصلاة من أجل قداسة الكهنة عن رغبتي باستضافة اليوم العالمي للشباب، إنها أمنية لكنني أؤمن أن هذه اللقاءات تعيد إشعال حماس الشباب وتقودهم مجدّدًا إلى الإيمان. وختم الكاردينال أندرو يوم سو-يونغ رئيس أساقفة سيول مقالته بالقول: وبالرغم من أن الجماعة الكاثوليكية في البلاد تشكّل فقط الـ % 10 من السكان لكن زيارة البابا فرنسيس عام 2014 قد اختُتِمت بنجاح كبير بفضل دعم الحكومة وتفهُّم الناس وقد تركت هذه الزيارة انطباعًا مميّزًا لدى الأب الأقدس ولدى الكنيسة المحليّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.