2015-08-24 11:54:00

مقابلة مع رئيس الأساقفة تومازي على هامش لقاء الصداقة بين الشعوب في ريميني


شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي في لقاء الصداقة بين الشعوب الذي يُعقد سنويا في مدينة ريميني الإيطالية. ووجه للمشاركين في هذا اللقاء كلمة سلط خلالها الضوء على الأزمات الراهنة حاليا في العالم انطلاقا من المآسي المرتبطة بظاهرة الهجرة. وللمناسبة أجرى مراسل راديو الفاتيكان إلى ريميني مقابلة مع الدبلوماسي الفاتيكاني الذي أشار إلى وجود رغبة سياسية في الحفاظ على الخلل القائم بين البلدان ما يحمل أشخاصا كثيرين على البحث عن حلول لمشاكلهم في مكان آخر، وهم يفعلون ذلك أيضا بسبب عدم احترام حقوقهم الأساسية أو نتيجة الحروب.

ولفت رئيس الأساقفة تومازي إلى أنه منذ غزو العراق في العام 2003 وحتى اليوم تزداد الأوضاع سوءا في منطقة الشرق الأوسط، بالتالي يتعين على الجماعة الدولية أن تواجه حالة جديدة. وأكد سيادته أن منظمة الأمم المتحدة أبصرت النور بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بهدف إحلال السلام بين الدول، بيد أن السؤال يكمن اليوم في إمكانية تحقيق السلام داخل الدول معتبرا أن ما نراه اليوم ليس إلا نتيجة للسياسات التي انتهجتها البلدان الغربية في الماضي.

وفي رد على سؤال بشأن توفير الضيافة للمهاجرين أكد رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي أن من واجب المسيحيين أن يقدموا الضيافة للآخرين، إنها مسؤولية حيال باقي أعضاء العائلة البشرية. كما لا بد من معالجة المشكلة من جذورها والنظر في الأسباب التي تحمل هؤلاء الأشخاص على الهجرة والنزوح، مع التشديد على ضرورة أن تحافظ المجتمعات على هويتها المسيحية. وانتقد سيادته مواقف بعض المهاجرين المسلمين الذين لا يقبلون بمبدأ فصل الدين عن الدولة، ومن هذا المنطلق لا بد من أن يقبل المهاجرون بالقيم الأساسية القائمة في المجتمعات المضيفة. ومن بين تلك القيم ـ تابع يقول ـ احترام التعددية في المجتمع، الفصل بين السياسة والدين، القبول بعملية ديمقراطية طبيعية من أجل ضمان التعايش السلمي والبنّاء بالنسبة للجميع.  

ولم تخل كلمات الدبلوماسي الفاتيكاني من التطرق إلى أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط وقال إن المسيحيين هم الجماعة الدينية الأكثر عرضة للاضطهاد في العالم وكأن حقوق المسيحيين الإنسانية لا تتمتع بالقيمة نفسها لحقوق باقي الأشخاص. وهذا الوضع يتطلب التأثير على الرأي العام كي يدفع القوى باتجاه البحث عن حلول سياسية لتلك المشكلة. ختاما وفي إجابة على سؤال بشأن الأزمة الليبية شدد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف على ضرورة اعتماد طريق الحوار من أجل تطبيع الأوضاع في البلد العربي، لافتا إلى أهمية أن تجلس كل الأطراف حول طاولة الحوار وتبحث في كيفية الخروج من الأوضاع الصعبة وحالة العنف التي تعيشها ليبيا حاليا.








All the contents on this site are copyrighted ©.