2015-08-31 13:16:00

رسالة البابا إلى المشاركين في اللقاء الدولي 18 لجمعية الكولومبانيان الرهبانية


تم الاحتفال يوم أمس الأحد بالقداس في مدينة بوبيو الإيطالية لمناسبة اللقاء الدولي الثامن عشر لجمعية الكولومبانيان الرهبانية في الذكرى المئوية الرابعة عشرة لرحيل مؤسسها القديس كولومبانو وذلك بحضور رئيس أساقفة ميلانو الكاردينال أنجيلو سكولا موفدا من قبل البابا. وُجهت الرسالة إلى رئيس أساقفة بياشنسا بوبيو المطران جاني أمبروزيو وحملت توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

بدأت الرسالة بالإشارة إلى أن القديس كولومبانو وافته المنية في بوبيو في الثالث والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر من العام 615 مع التأكيد على أن البابا فرنسيس شاء أن يحيي من خلال الرسالة الأسقف أمبروزيو والجماعة الأبرشية فضلا عن كل المشاركين في هذا اللقاء الذي يضم أعضاء في الجمعية الرهبانية قدموا من أنحاء أوروبا كافة خصيصا لهذه الغاية. ولفت إلى أن هذا القديس، وهو أيرلندي الأصل، تميّز بنظرته لأوروبا وبالتزامه الكنسي وقد أشار في رسالة بعث بها إلى البابا غريغوريوس الكبير في العام 600 إلى واجب جميع المسيحيين بالتعاون فيما بينهم كي يتمكن كل سكان القارة القديمة من العيش معا في إطار السلام والحدة.

بعد أن أمضى هذا الرجل ثلاثين سنة في الدير، قام برحلة حج في القارة الأوروبية من أجل حمل الأشخاص على إعادة اكتشاف نور الإنجيل لاسيما في المناطق التي فقدت طابعها المسيحي بسبب قدوم المهاجرين من النواحي الشمالية الشرقية. وأطلق بذلك هذا القديس حملة واسعة النطاق من أجل الكرازة بالإنجيل ليس من خلال فرض المعتقدات الدينية إنما بواسطة الإعجاب وليد الحياة الرهبانية: التي تتمثل بشهادة رجال يصلون، يعملون في الأرض، يدرسون، ويقودون حياة تقشف ترتكز إلى الأمور الروحية والمادية الأساسية فقط، فضلا عن تمسكهم بمبادئ خلقية راسخة.

ونتيجة لكل ذلك قررت أعداد كبيرة من الشبان الالتحاق بتلك الجماعة الرهبانية خصوصا بعد أن شملت رحلة الحج الأوروبية عددا لا بأس به من الدول حاول خلالها هذا القديس أن يزرع بذور الإنجيل وسرعان ما تحولّت الأديار التي أسسها إلى منارات تشع روحانية وفكرا، وتقع الأديرة في كل من أيرلندا، فرنسا، سويسرا وألمانيا. وقد حطّت رحال القديس كولومبانو في بوبيو، حيث يحتفظ الدير الذي أمضى فيه آخر سنين حياته بذخائره حتى يومنا هذا. وأثناء المرحلة الأخيرة من رسالته عمل على تعزيز الوحدة الروحية بين الشعوب الأوروبية وعلى مواجهة التمزقات الناتجة عن الهرطقات.

وقد تحدث عن هذا القديس البابا الفخري بندكتس السادس عشر خلال إحدى مقابلاته العامة مع المؤمنين في العام 2008، ووصفه بأحد "آباء أوروبا"، خصوصا وأنه كان واثقا من إمكانية نسج علاقات أخوة بين الشعوب الأوروبية إذا ما وُجدت حضارة منفتحة على الله. وختمت رسالة البابا فرنسيس بالإشارة إلى أن هذه الاحتفالات اليوبيلية تساعدنا على التعرف بصورة أفضل على الوجه الإنساني والروحي لهذا المبشر بالإنجيل، من هذا المنطلق شاء البابا أن يعبر عن تقديره للمبادرات الرعوية والثقافية العديدة التي تُنظم في هذه المناسبة، مانحا الكل بركاته الرسولية. 








All the contents on this site are copyrighted ©.