2015-10-01 12:50:00

البابا فرنسيس: فرح الرب هو قوتنا وفيه نجد هويّتنا


"فرح الرب هو قوتنا وفيه نجد هويّتنا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان في عيد القديسة تريزيا الطفل يسوع وأكّد أنه لا ينبغي أن ينطفئ في المسيحي شوقه إلى لله لأن قلبه لن يتمكن بعدها من أن يفرح ويعيّد.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر نحميا والتي تخبرنا عن شعب إسرائيل الذي عاد إلى أورشليم بعد سنين طويلة من السبي ليتوقّف في عظته عند الهوية المسيحيّة. وأشار إلى أنه وبعد سنوات طويلة عاد الشعب إلى أورشليم وكما تخبر القراءة الأولى، طلب نحميا من الكاتب عزرا أن يقرأ شريعة الرب أمام الشعب، وقال لقد فرح الشعب: فرحوا ولكنّهم كانوا يبكون، فرحوا ولكنّهم كانوا يَبكون، عِندَ سَماعِهم كَلِماتِ التَّوراة.

تابع البابا فرنسيس يقول كيف يمكننا أن نشرح هذا الأمر؟ ببساطة، هذا الشعب لم يجد فقط مدينته، المدينة التي ولد فيها، مدينة الله، وإنما ولدى سماعه كلمة الله وجد هويته ولذلك كانوا يبكون من الفرح. كانوا يبكون من الفرح، يبكون لأنهم وجدوا هويتهم، تلك الهوية التي فقدوها خلال سنوات السبي. لقد كان نحميا يقول لهم: "لا تَحزَنوا: لأَنَّ فرَحَ الرَّبِّ قُوَّتُكم"، إنه الفرح الذي يعطيه الرب عندما نجد هويتنا، وهويتنا تضيع خلال المسيرة، تضيع في ترحالنا اليومي من مكان إلى آخر... بعيدًا عن بيت الرب. لذلك ينبغي علينا أن نجد هويتنا.

تابع الحبر الأعظم متسائلاً كيف يمكننا أن نجد هويتنا. عندما تفقد ما كان ملكك، تشعر بالشوق وهذا الشوق يحملك مجدّدًا إلى بيتك، وهذا الشعب، بشوقه هذا شعر بالفرح وكانوا يبكون لأن شوقهم لهويّتهم حملهم ليبحثوا عنها ويجدوها كنعمة لله. إن كنا – على سبيل المثال – لا نحتاج لشيء ونعيش برفاهية حيثما نقيم فلسنا بحاجة لنذهب إلى مكان آخر. لذلك ينبغي علينا أن نسأل أنفسنا: هل أنا مرتاح وفرح؟ هل أنا مُكتفٍ – روحيًّا – في قلبي؟ هل انطفأ شوقي؟ لننظر إلى هذا الشعب الفرح الذي كان يبكي من الفرح. إن القلب الذي لا يعرف الشوق لا يعرف الفرح. الفرح هو قوتنا: فرح الله. والقلب الذي لا يعرف الشوق لا يمكنه أن يعيّد. وكل هذه المسيرة التي بدأت منذ سنين انتهت في عيد.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لقد هتف الشعب فرحًا لأنه فهم الكلمات التي سمعها، لقد وجدوا ذلك الشوق الذي يجعلهم يسيرون قدمًا. لنسأل أنفسنا كيف هو شوقنا لله: هل نحن فرحين بما نحن عليه أم أننا نحمل داخلنا ذاك الشوق الذي يحملنا للمضي قدمًا؟ ليمنحنا الرب هذه النعمة بألا ينطفئ في قلبنا شوقنا إلى الله.        








All the contents on this site are copyrighted ©.