2015-10-25 07:58:00

مداخلة البابا فرنسيس في ختام أعمال الجمعية العامة لسينودس الأساقفة


خلال الجلسة الأخيرة من الجمعية العامة لسينودس الأساقفة وجه البابا فرنسيس عصر أمس السبت كلمة إلى الأساقفة الذين شاركوا في الأعمال استهلها متوجها إليهم بالشكر قبل أن يتطرق إلى أهم المراحل التي طبعت أعمال السينودس لافتا في الوقت نفسه إلى أنه لم يتم التوصل إلى حلول ناجعة لكل الصعوبات والشكوك التي تتحدى العائلة وتهددها، بيد أن كل هذه المسائل ـ قال البابا ـ تمت مناقشتها في ضوء الإيمان وبلا خوف. بعدها أكد البابا فرنسيس أن الجمعية العامة لسينودس الأساقفة حول العائلة حثّت الجميع على فهم وإدراك أهمية المؤسسة العائلية والزواج بين الرجل والمرأة، والمرتكز إلى الوحدة التي لا يمكن حلها، كما أن الأسرة هي الركيزة الأساسية للمجتمع والحياة البشرية.

هذا ثم اعتبر البابا فرنسيس في كلمته إلى الأساقفة أن السينودس عكس حيوية الكنيسة الكاثوليكية التي لا تخاف من خض الضمائر المخدرة أو مناقشة القضايا المتعلقة بالعائلة بصراحة. ورأى البابا أن السينودس شدد على أن الكنيسة هي كنيسة الفقراء بالروح والخطاة الباحثين عن المغفرة وليست فقط كنيسة الأبرار والقديسين، كما عملت الجمعية العامة على فتح الآفاق من أجل تخطي انغلاق والدفاع عن حرية أبناء الله من أجل نقل جمال الحداثة المسيحية التي يغطيها أحيانا صدأ لغة قديمة العهد أو غير مفهومة.

ولم تخل كلمة البابا فرنسيس من الإشارة إلى الاختلاف في الآراء ووجهات النظر الذي رشح عن هذا السينودس حيث تمكن كل المشاركين من التعبير عن آرائهم بحرية تامة، وهذا أمر أغنى الحوار وزاد من حيويته وقدم صورة حية عن الكنيسة التي لا تلجأ إلى نماذج "معلّبة سابقا". بعدها لفت البابا إلى أن عملية الانثقاف لا تضعف القيم الحقيقية، بل على العكس تُظهر قوتها الحقيقية وأصالتها، لأن هذه القيم تتأقلم دون أن تتغيّر، وتبدل بطريقة سلمية وتدريجية مختلف الثقافات. وشدد أيضا على أن السينودس حاول أن يعانق بشكل كامل وشجاع طيبة الله ورحمته التي تتخطى حساباتنا البشرية وتريد أن يخلص جميع البشر.

وأكد البابا فرنسيس أن خبرة السينودس ساعدتنا على أن نفهم بصورة أفضل أن المدافعين الحقيقيين عن العقيدة ليسوا من يدافعون عن الكلمة وحسب إنما عن الروح، وعن الإنسان وعن مجانية محبة الله وغفرانه. وهذا الأمر يعني إعلاء شأن عظمة الله الحقيقي، ولفت إلى أن الكنيسة الكاثوليكية مدعوة في المقام الأول إلى إعلان رحمة الله، وحث جميع الأشخاص على الارتداد وإرشادهم إلى الخلاص. وختم البابا مداخلته مذكرا بعبارة للبابا الفخري بندكتس السادس عشر الذي قال "إن الرحمة هي في الواقع النواة المركزية للرسالة الإنجيلية، إنها اسم الله نفسه". 








All the contents on this site are copyrighted ©.