2015-11-15 17:59:00

البابا فرنسيس يزور الكنيسة الإنجيليّة اللوثريّة في روما


زار قداسة البابا فرنسيس عصر الأحد الكنيسة الإنجيلية اللوثريّة في روما، وبعد أن ألقى القس يانس مارتن كروزيه كلمة رحّب بها بالأب الأقدس وشكره على زيارته، احتفل البابا فرنسيس مع القس كروزيه بصلاة مسكونيّة تخللتها عظة للأب الأقدس حول إنجيل الدينونة الأخيرة بحسب القديس متى. قال الحبر الأعظم خلال حياته قام يسوع بالعديد من الخيارات. وفي النص الذي سمعناه يُقدّم لنا خياره الأخير.

تابع البابا فرنسيس مؤكّدًا أن يسوع قد قام بخيارات كثيرة: اختار التلاميذ الأوائل، شفى المرضى وعلّم الجمع الذي كان يتبعه لأن الشعب كان يحب أن يصغي إليه لأنه كان يعلّمهم كمن له سلطان وليس كعلماء الشريعة والكتبة، لقد كانوا يجدون فيه شهادة حقيقيّة ولذلك كانوا يتبعونه. أضاف البابا فرنسيس مشيرًا إلى أن يسوع كان يقوم بخياراته بمحبّة حتى عندما كان يوبّخ ويصلح كان يقوم بذلك بمحبّة، وعندما كان التلاميذ يخطئون في ما يقولونه أو يفعلونه كان يصلحهم بمحبة، لأنه يرافق ويرشد على الدوام.

تابع الأب الأقدس عظته مشيرًا إلى أنه وبعد القيامة كان يسوع يختار الأوقات والأشخاص بشكل مؤثر جدًّا فهو لم يكن يخيفهم. وذكّر البابا في هذا السياق بمسيرة يسوع مع التلميذين على طريق عماوس وكيف رافقهما. لقد كان ينبغي عليهما أن يذهبا إلى أورشليم لكنهما كانا خائفين ولذلك هربا بعيدًا عن أورشليم لكنه رافقهما ومن ثمّ أظهر لهما ذاته واستعادهما، وهذا أيضًا كان أحد خيارات يسوع.

ومن ثم هناك خياره العظيم، تابع البابا فرنسيس يقول والذي يؤثر بي على الدوام وهو عندما يُحضّر عرس الابن ويقول للخدم اذهبوا إلى المفارق والطرقات وادعوا العرج والعميان، الأخيار والأشرار. يسوع يختار على الدوام. ومن ثم هناك خيار الخروف الضائع، فيسوع لا يقوم بخيار مالي ولا يقول في نفسه "لقد فقدت خروفًا لكنني لا زلت أملك تسعًا وتسعين!". لكن الخيار الأخير سيكون الخيار النهائي. وما هي الأسئلة التي سيطرحها الرب علينا في ذلك اليوم: هل ذهبت إلى القداس يوم الأحد؟ هل نلت تعليمًا مسيحيًّا جيّدًا؟ لا !! الأسئلة التي سيوجهها الرب لنا ستكون حول الفقراء لأن الفقر هو في جوهر الإنجيل: هو الغني صار فقيرًا ليغنينا بفقره، وهو لم يحسب مساواته لله غنيمة بل أخلى ذاته وواضع نفسه حتى النهاية حتى موت الصليب. لقد اختار الخدمة.

أضاف الحبر الأعظم يقول يسوع هو الله؟ نعم هذا صحيح! هو الرب؟ وهذا صحيح أيضًا! لكنه الخادم والعبد وخياره الأخير يقوم على هذا الأساس: "هل صرفت حياتك من أجل نفسك أم في خدمة الآخرين؟ هل صرفت حياتك لتدافع عن نفسك من الآخرين من خلال بناء الجدران أم أنك قبلتهم بمحبة؟" هذا سيكون خيار يسوع الأخير. إن هذا النص من الإنجيل يخبرنا الكثير عن يسوع. ويمكنني أن أسأل نفسي هذا السؤال: "ونحن اللوثريّون والكاثوليك أين سنكون، عن يمينه أو عن يساره؟ لقد عشنا أوقاتًا سيئة فيما بيننا؛ فكروا بالاضطهادات التي تمت بيننا نحن الذين نلنا المعمودية عينها! ينبغي علينا أن نطلب المغفرة من بعضنا البعض من أجل هذه الأمور ومن أجل عثرة الانقسام، لأننا جميعًا، لوثريون وكاثوليك، نتبع هذا الخيار، خيار الخدمة على مثاله هو الخادم، خادم الله.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول يطيب لي عندما أرى الرب الخادم يخدم أن أسأله أن يكون خادم الوحدة ويساعدنا لنسير معًا. واليوم قد صلينا معًا، صلينا من أجل الفقراء والمعوزين، صلينا لكي نحب بعضنا بعضًا محبة أخوية حقيقيّة. قد يقول لي أحدكم: "ولكن يا أبتي نحن مختلفون لأن كتبنا العقائدية تختلف عن كتبكم..." لكن أحد العظماء لديكم قد قال مرة أن هناك زمن الاختلاف المُتصالِح. لنطلب اليوم هذه النعمة، نعمة الاختلاف المُتصالِح بالرب، أي في خادم الله الذي جاء بيننا ليخدُم ولا ليُخدَم. أشكركم جزيلاً على هذا الاستقبال الأخوي!








All the contents on this site are copyrighted ©.