2016-08-05 12:03:00

رئيس أساقفة أسيزي: الغفران هو جمال الله


على هامش زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى أسيزي عصر أمس الخميس في إطار احتفالات المئويّة الثامنة لغفران أسيزي أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع المطران دومينيكو سورينتينو رئيس أساقفة أسيزي ونورشيرا أومبرا تحدّث فيها عن معنى هذا الغفران وجمال المغفرة لاسيما في إطار سنة الرحمة التي تعيشها الكنيسة.

قال المطران دومينيكو سورينتينو لم نكن نتوقّع أن الاحتفال بالمئويّة الثامنة لغفران أسيزي – والذي يسلّط الضوء على بعد الرحمة – سيصادف في سنة مكرّسة بأكملها للرحمة. وأعتقد أن هذه المصادفة قد دفعت الأب الأقدس للقيام بزيارة الحج هذه فهو يشعر بجمال الرسالة التي انطلقت من أسيزي لثمانمائة سنة خلت، وهو إذ اتخذ اسم فرنسيس لدى انتخابه حبرًا أعظم، يشعر أيضًا بجمال وعمق ما ألهمه به الروح القدس كي يرسل الكنيسة بأسرها لتجعل من الرحمة بعدًا مميّزًا في حياتها ومسيرتها. وفي هذا الإطار يمكن للقديس فرنسيس الأسيزي أن يقول لنا الكثير وأعتقد أن البابا فرنسيس يريد أن يسلّط الضوء على هذا الأمر وزيارته يمكن أن نفهمها أيضًا في هذا السياق.

تابع رئيس أساقفة أسيزي مجيبًا على سؤال حول الرسالة الراعويّة التي كتبها بمناسبة هذا الاحتفال والتي حملت عنوان "غفران أسيزي، مسيرة كنيسة" وقال لقد كتبت هذه الرسالة لأن هذا الحدث هو مهمٌّ أولاً بالنسبة لنا نحن ككنيسة أسيزي وإنما شكّلت أيضًا مناسبة لتسليط الضوء حول كلمة "غفران" التي لم تعد مفهومة اليوم ولذلك حاولت من خلال كلمات بسيطة أن أشرح معنى هذه الكلمة بهذا الشكل: نحن غاية رحمة الله التي تبلغنا بأساليب مختلفة وفي مراحل مختلفة. هناك الرحمة الأساسيّة والتي هي غفران خطايانا: لنفكر بمثل الابن الضال، الابن الذي يعود إلى البيت ويجد عناق الأب: هذا هو إله الرحمة الذي يغفر خطايانا. ولكن هناك بعد آخر للخطيئة نختبره ولكننا غالبًا ما لا نتنبّه له وهو مرض الروح لأننا في كلِّ مرة نخطئ فيها نبتعد عن الله وإنما عن أنفسنا والآخرين أيضًا وتولد فينا جراح يمكن أن تشفى ولكن كما يحصل غالبًا في مُطلق أي مرض ينبغي مداواتها ومراقبتها... وهذا ما يُسمّى في اللاهوت العذاب الزمني الناتج عن الخطايا التي تمّ محوها في سرّ الاعتراف والذي يُفهم أحيانًا كما ولو أن هناك إله يجعلنا نعيش هذا العذاب لنكفِّر عن خطايانا.

أما اليوم، تابع المطران دومينيكو سورينتينو رئيس أساقفة أسيزي يقول، فيساعدنا التعمُّق في اللاهوت ولاسيما التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية كي نفهم أن عذاب الخطيئة هو ثمرة الخطيئة عينها، لأننا في كلِّ مرة نخطئ فيها نؤذي أنفسنا وتولد فينا ديناميكيات تدفعنا لنخطئ مجددًا وبالتالي يجعلنا هذا الأمر نبتعد عن الله ويولّد فينا نوعًا من القلق وعدم الهدوء مما يسبب أيضًا شرخًا مع الآخرين... إنه واقع أليم وينبغي أن يتم الاعتناء به ولذلك نحن بحاجة إلى التزام شخصي تعضده بالتأكيد نعمة الرب التي بدونها لا يمكننا أن نفعل شيئًا. وهذه هي النعمة التي يمنحنا إياها الغفران بواسطة شفاعة الكنيسة الفعالة التي تتضرّع إلى الآب باستحقاقات المسيح والقديسين وتطلب منه – على مثال القديس فرنسيس الأسيزي – تلك النعمة الخاصة التي يمكنها أن تساعدنا على مداواة جراحنا فنستعيد جمالنا الداخلي جمال البنوّة ونصبح قادرين على السيطرة على أهوائنا وتعبنا الداخلي وهذا الأمر يولّد فينا نوعًا من الفرح الداخلي الذي كان القديس فرنسيس يسمّيه "الفردوس" الذي بالنسبة لنا المسيحيين لا يبدأ بعد الموت وإنما يبدأ هنا على الأرض لأن الله يقيم فينا وبالتالي بقدر ما ينفتح قلبنا عليه يصبح بإمكاننا أن نختبر الفردوس وأن نفهم قول القديس فرنسيس "أريد أن أرسلكم جميعًا إلى الفردوس" أي إلى فرح الله!                                 








All the contents on this site are copyrighted ©.