2016-09-24 13:02:00

البابا يستقبل عائلات ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة نيس


استقبل البابا فرنسيس هذا السبت في الفاتيكان عائلات ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية في الرابع عشر من تموز يوليو الفائت. ووجه لضيوفه خطابا استهله معبرا عن تأثره للقائهم، ومشيرا إلى الآلام الجسدية والنفسية التي يعانون منها بسبب العنف الأعمى الذي استهدف أحباءهم في ليلة العيد تلك دون الاكتراث بجنسية الضحايا أو ديانتهم. وقال البابا إنه يتقاسم معاناة أسر الضحايا لافتا إلى أن الألم الذي يشعر به يزداد قوة عندما يفكر بالأطفال وبعائلات بأسرها سُلبت منها الحياة بشكل مفاجئ وبهذه الطريقة المأساوية. وعبّر عن تضامنه وقربه بالصلاة من جميع الأشخاص الذين عانوا من هذه المأساة.

وقال البابا إنه يصلي لله كي يقبل نفوس الضحايا ليجدوا راحة وفرح الحياة الأبدية. وأشار إلى أن ركيزة الرجاء بالنسبة للمؤمن المسيحي تكمن في يسوع القائم من الموت وذكّر الجميع بكلمات القديس بولس الرسول الذي كتب في رسالته إلى أهل روما "فإذا كنا قد متنا مع المسيح، فإننا نؤمن بأننا سنحيا معه. ونعلم أن المسيح، بعدما أقيم من بين الأموات، لن يموت بعد ذلك ولن يكون للموت عليه من سلطان" (روما 6: 8-9). وتمنى البابا فرنسيس أن تشكل هذه الثقة بالحياة الأبدية مصدر عزاء خلال حياة المؤمنين وتساهم في بناء المثابرة كي يتمكنوا من متابعة مسيرتهم الأرضية بشجاعة كبيرة.

هذا ثم أكد البابا فرنسيس أنه يصلي أيضا إلى الأشخاص الذين أصيبوا في الحادث الإرهابي، خصوصا من تعرضوا لإعاقات فادحة في الجسد والروح وقال إنه لا ينسى الأشخاص الذين تعذّر عليهم المجيء إلى روما وما يزالون قابعين في المستشفيات. وقال إن الكنيسة تبقى قريبة من هؤلاء الأشخاص وترافقهم برأفة كبيرة، وهي تطلب من الرب ـ في هذه المرحلة العصيبة ـ أن يمد لذوي الضحايا والمصابين يد العون ويزرع في قلوبهم مشاعر السلام والأخوة.

تابع البابا فرنسيس خطابه مشيرا إلى أن ما حصل في نيس أثار مبادرات من التضامن في مختلف أنحاء العالم، وتوجه بالشكر إلى جميع الأشخاص الذين هبّوا لنجدة الضحايا، وما يزالون ملتزمين اليوم في مرافقة الأسر ومساعدتها. وقال فرنسيس إنه يفكر بنوع خاص بالجماعة الكاثوليكية المحلية وبأسقفها المطران أندريه مارسو، فضلا عن الهيئات والمنظمات الإعانية، ومن بينها جمعية "ألب ماريتيم فراترنيتيه" الحاضرة في هذا اللقاء والتي تضم ممثلين عن مختلف المذاهب الدينية، وتشكل بالتالي علامة رائعة للأمل والرجاء. وعبر البابا عن سروره في هذا السياق تجاه العلاقات الحية ما بين الأديان الأمر الذي يساهم في تضميد الجراح.

وأكد البابا فرنسيس في خطابه إلى أسر ضحايا اعتداء نيس الإرهابي أن إقامة حوار صادق وعلاقة أخوّة بين الجميع، لاسيما بين الأشخاص الذين يؤمنون بالله الأوحد والرحوم تشكل أولوية مطلقة ولا بد من أن يعمل على تعزيزها المسؤولون الدينيون والسياسيون، كما ينبغي أن يقوم كل واحد بدوره على هذا الصعيد. وأشار البابا إلى ضرورة ارتداد القلوب خصوصا عندما تطغى تجربة الانغلاق على الذات أو السعي إلى مواجهة العنف بالعنف، أو الحقد بالحقد، معتبرا أنه من الأهمية بمكان أن نتجاوب مع اعتداءات إبليس بأعمال الله التي هي مغفرة ومحبة واحترام القريب حتى المختلف عنا.

في ختام خطابه أكد البابا لضيوفه مرة جديدة قربه بالصلاة لافتا إلى أنه يصلي أيضا من أجل فرنسا والمسؤولين الفرنسيين كي يتم بناء مجتمع عادل ومسالم وأخوي. هذا ثم منح ضيوفه بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.