2016-10-20 12:09:00

البابا فرنسيس: القوّة التي نحملها هي قوّة رحمة الله التي تحوِّل وتعطي الحياة!


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المجمع العام الخامس والخمسين لرهبان القديس أغوسطينوس "Recoletos" وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد اتخذتم عنوانًا لمجمعكم العام صلاة ترتفع من عُمق قلب القديس أغوسطينوس: "رجاؤنا في رحمتك العظيمة. أعطنا ما تطلبه منا وأطلب منا ما تشاء".

تابع الأب الأقدس يقول تقودنا هذه الصلاة لنكون رجال رجاء قادرين على وضع ثقتنا بالكامل في رحمة الله، مدركين أننا غير قادرين على أن نواجه بقوانا فقط ما يطلبه الرب منا. لقد أردتم في هذا المجمع العام أن تستعرضوا وتضعوا أمام الله حياة الرهبانيّة بتطلّعاتها وتحدياتها لكي يعطيكم هو نفسه النور والرجاء. فلكي تبحثوا عن التجدُّد والدفع ينبغي عليكم أن تعودوا إلى الله وتطلبوا منه: "أعطنا ما تطلبه منا". لنطلب الوصية الجديدة التي أعطانا يسوع إياها: "كما أَحبَبتُكم أَحِبُّوا أَنتُم أَيضاً بَعَضُكم بَعضًا" (يوحنا 13، 34)؛ هذا هو ما نطلبه من الرب: محبّته لكي نصبح بدورنا قادرين على أن نحب. إن الله يعطينا محبّته من خلال طرق عديدة، هو يعطينا محبّته على الدوام ويحضر دائمًا في حياتنا، فلننظر إذًا إلى الماضي ولنرفع له الشكر على العديد من العطايا التي نلناها.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن ذكرى الامتنان لمحبّته في ماضينا تدفعنا لنعيش الحاضر بشغف وبشجاعة أكبر وبالتالي سنتمكّن من أن نقول له عندها: "أطلب منا ما تشاء". إن طلب هذا الأمر يعني حريّة روح وجهوزيّة، أن نسمح للرب بأن يأمرنا يعني بأنّه سيّد حياتنا، وبالتالي عندما يكون الرب محور حياتنا يصبح كلُّ شيء ممكنًا. وفي هذه المرحلة بالذات يطلب منا الرب بشكل خاص أن نكون "خالقي شركة"؛ نحن مدعوون لنخلق، من خلال حضورنا في العالم، مُجتمعًا قادرًا على الاعتراف بكرامة كل إنسان ومقاسمة العطايا التي نمثّلها لبعضنا البعض. من خلال شهادتنا كجماعة حيّة ومنفتحة على ما يطلبه الرب منا يمكننا أن نجيب على احتياجات كل شخص من خلال المحبة عينها التي أحبّنا الرب بها. هناك العديد من الأشخاص الذين ينتظروننا لنخرج للقائهم وننظر إليهم بالحنان عينه الذي اختبرناه ونلناه من علاقتنا مع الله. هذه هي القوّة التي نحملها: قوّة رحمة الله التي تحوِّل وتعطي الحياة!

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة الأعزاء، أدعوكم كي تحافظوا بروح متجدِّدٍ على حلم القديس أغوسطينوس وتعيشوا كإخوة بقلب واحد وروح واحد فتعكسوا مثال المسيحيين الأوائل وتكونون نبوَّة شركة حيّة في هذا العالم، فيزول كل انقسام ونزاع وتهميش ويسود الوفاق ويُعزز الحوار.








All the contents on this site are copyrighted ©.