2016-10-20 12:17:00

البابا فرنسيس: ليمنحنا الرب نعمة أن نعرف المسيح ونربحه!


"كي نعرف يسوع حقًّا نحن بحاجة للصلاة وللعبادة وللاعتراف بأننا خطأة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد أن التعليم المسيحي وحده لا يكفي لكي نفهم عمق سرّ المسيح.

"أن نربح المسيح": استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدِّمها لنا الليتورجية اليوم من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس وقال إن رسول الأمم يسأل الروح القدس بأن يؤيّد أهل أفسس كي يَقوى فيهم الإِنسانُ الباطِن ويُقيمَ المَسيحُ في قُلوبِهم بِالإيمان. إن بولس، تابع البابا يقول، يغوص في البحر الواسع لشخص المسيح ولكن كيف يمكننا أن نعرف المسيح؟ كيف يمكننا أن نعرف مَحَبَّةَ المَسيحِ ٱلَّتي تَفوقُ كُلَّ مَعرِفة؟

أضاف الحبر الأعظم يقول إن المسيح حاضر في الإنجيل ونحن نتعرّف عليه من خلال قراءة الإنجيل. وهذا أمر نقوم به جميعًا، أو أقلَّهُ نسمع الإنجيل عندما نشارك في الذبيحة الإلهيّة. نتعرف على المسيح أيضًا عندما ندرس التعليم المسيحي لأنه يعلّمنا من هو المسيح، لكن هذا الأمر لا يكفي لأنّه لكي نتمكّن من أَن نُدرك ما هُوَ العَرضُ وَالطّولُ وَالعُلُوُّ وَالعُمق ليسوع المسيح ينبغي علينا أن ندخل أولاً في إطار الصلاة على مثال القديس بولس ونجثو طالبين: "أيها الآب، أرسل إليّ الروح القدس كي أعرف يسوع المسيح". إن الصلاة ضروريّة لكي أعرف المسيح، وبولس لا يصلّي فقط وإنما يعبد أيضًا هذا السرّ الذي يفوق كل معرفة وفي إطار هذه العبادة يطلب نعمة معرفة الرب.

تابع الأب الأقدس يقول لا يمكننا أن نعرف الرب حقًّا بدون عادة العبادة في الصمت. وأعتقد أن صلاة العبادة هذه هي صلاة لا نعرفها جميعًا وبالتالي فهي التي نمارسها بشكل أقل من غيرها. لذلك أسمح لنفسي بأن أقول لـ "نضيّع الوقت" أمام الرب وأمام سرّ يسوع المسيح ولنعبده هناك في الصمت.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لكي نعرف المسيح أيضًا ينبغي علينا أن نتيقّن لأنفسنا أي أن نتحلى بالعادة بالاعتراف بأننا خطأة، إذ لا يمكننا أن نعبد الرب إن لم نعترف بخطيئتنا، وبالتالي لكي ندخل في هذا البحر الواسع والشاسع الذي هو سرّ يسوع المسيح نحن بحاجة لهذه الأمور. أولاً الصلاة: "أيها الآب، أرسل إليّ الروح القدس كي أعرف يسوع المسيح". ثانيًا عبادة السرّ والدخول فيه من خلال العبادة، ثالثًا القدرة على الاعتراف بأننا خطأة والقول: "أنا رجلٌ دنِسُ الشَّفَتينِ". ليمنحنا الرب هذه النعمة التي يطلبها القديس بولس لأهل أفسس، نعمة أن نعرف المسيح ونربحه!    

 








All the contents on this site are copyrighted ©.