2016-10-20 11:24:00

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة يوم أمس الأربعاء أمام المشاركين في جلسة نقاش مفتوحة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية. استهل المسؤول الفاتيكاني مداخلته متوجها بالشكر إلى روسيا الرئيس الدوري لمجلس الأمن لكونها أثارت هذا الملف، وعبّر عن قلقه حيال الابتعاد التدريجي عما يُسمى بحل الدولتين الذي اقترحته منظمة الأمم المتحدة في العام 1947 عندما كانت فلسطين ما تزال تحت الانتداب البريطاني. ولفت إلى انهيار مفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في شهر أبريل نيسان من العام 2014 ما أدى إلى اتخاذ خطوات أحادية الجانب واشتعال الخطاب السياسي من قبل الطرفين، ناهيك عن استئناف أعمال العنف. 

ورأى الدبلوماسي الفاتيكاني أن الابتعاد عن عملية السلام التي انطلقت في مدريد واتفاقات أوسلو في تسعينيات القرن الماضي شكل مصدر إحباط ويأس وسط الفلسطينيين، واعتبر سيادته أن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة أمر أساسي من أجل استكمال محادثات السلام وإحلال الأمن والاستقرار وسط الشعب الفلسطيني الذي يعتمد بشدة على المعونات الدولية من أجل تلبية احتياجاته الرئيسة.

وأكد رئيس الأساقفة أوزا أن الكرسي الرسولي يرى في حل الدولتين الوعد الأفضل، لافتا إلى أن السلام والأمن سيبقيان حلما ووهما إن لم يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا إلى جنب بسلام ضمن حدود دولتين معترف بهما دوليا. وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأن الاهتمام ينصب حاليا حول سبل حث الإسرائيليين والفلسطينيين على وقف القرارات الأحادية الجانب واتخاذ خطوات كفيلة باستئناف عملية التفاوض، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يُنظر إلى القضية الفلسطينية كجزء من الاضطرابات الراهنة في الشرق الأوسط والتي تؤثر على المنطقة والعالم.

وقال مراقب الكرسي الرسولي إن منطقة الشرق الأوسط، مهد الحضارات والديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، تشكل اليوم مسرحا لعنف رهيب لم تسلم منه المدارس والمستشفيات والقوافل الإنسانية والعاملون الإنسانيون والصحفيون. ولفت رئيس الأساقفة أوزا في هذا السياق إلى النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس مطالبا بوقف إطلاق النار في حلب ومناطق سورية أخرى، داعيا إلى احترام الهدنة إفساحا للمجال أمام إخلاء المدنيين، لاسيما الأطفال، الذين ما يزالون عالقين تحت القصف الشديد.

ولم تخل مداخلة الدبلوماسي الفاتيكاني من الإشارة إلى معاناة الأقليات المسيحية في المنطقة، معتبرا أن المسيحيين، فضلا عن أفراد باقي الأقليات العرقية والدينية، يواجهون اليوم خطر الزوال، وأشار إلى وجود مخطط وضعته المجموعات الإرهابية وتلك المتطرفة من أجل إزالة الحضور المسيحي من منطقة الشرق الأوسط. وختم رئيس الأساقفة أوزا مداخلته مذكرا بأن مجلس الأمن الدولي مدعو اليوم إلى قيادة جهود الجماعة الدولية من أجل وضع حد لإراقة الدماء والدمار في المنطقة مشددا على ضرورة وقف الدعوة إلى العنف باسم الله وذكّر بكلمات البابا فرنسيس الذي أكد أن الحوار يولّد السلام، ولا يمكن بلوغ السلام بدون حوار!








All the contents on this site are copyrighted ©.