وفد كنسي كاثوليكي ـ لوثري يقوم بزيارة حج إلى الأرض المقدسة

قام مؤخرا وفد من الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية في ألمانيا بزيارة حج إلى الأرض المقدسة وقد ضم الوفد تسعة أساقفة من الكنيستين وترأسه الكاردينال رينهارد ماركس رئيس مجلس أساقفة ألمانيا والأسقف اللوثري هنريك بيدفورد ستروهم رئيس مجلس الكنائس الإنجيلية في ألمانيا. وقد علّق المسؤولان الدينيان الألمانيان على هذه الزيارة التي بدأت في السادس عشر من الشهر الجاري واصفَين إياها بالخطوة الهامة باتجاه المصالحة بين الكنيستين المسيحيتين في ألمانيا. 

زيارة الحج هذه بدأت من مدينة أورشليم ثم شملت بيت لحم فبحر الجليل وقد التقى خلالها الوفد الكنسي بعدد من الشخصيات الدينية والسياسية كما قام الأساقفة الألمان بزيارة النصب التذكاري للمحرقة النازية، الهولوكوست. وقال منظمو زيارة الحج المشتركة هذه إن الهدف الأساسي من هذه المبادرة يتمثل في خلق الظروف المؤاتية لتعزيز العلاقات بين الكنيستين المسيحيتين من خلال التضامن الذي يُعبر عنه بالإيمان.

في ختام زيارة الحج إلى الأراضي المقدسة أصدر الكاردينال ماركس والأسقف ستروهم بيانا مشتركا سلطا فيه الضوء على الأهمية التي تكتسبها هذه الزيارة خصوصا وأنها تندرج في سياق سنة الرحمة التي شاءها البابا فرنسيس، وتأتي أيضا قبل أشهر قليلة على انطلاق الاحتفالات بالذكرى المئوية الخامسة للإصلاح اللوثري في العام 2017. وكتب المسؤولان الكنسيان أن الرسالة المشتركة التي ينبغي أن تقوم بها الكنيستان في ألمانيا لم تتم بعد، معبرين عن ثقتهما بأن الاحتفالات القادمة ستشكل مناسبة ملائمة لتعزيز المسيرة المشتركة باتجاه الوحدة التامة والمنظورة بين الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس استقبل لأيام خلت وفدا كنسيا لوثريا قام بزيارة حج مسكونية إلى روما، وقال إنه يشكر الله لأن الكاثوليك واللوثران يقومون اليوم بمسيرة مشتركة تؤدي إلى الشركة معتبرا أن حضور عدد كبير من أتباع الكنيسة اللوثرية في روما ليس إلا علامة لهذه الأخوّة ويحملنا على الأمل في نمو التفاهم المتبادل. وذكّر البابا أيضا في تلك المناسبة بأنه في نهاية الشهر الجاري سيتوجه إلى "لوند" في السويد حيث سيُحيي ـ مع الاتحاد اللوثري العالمي ـ الذكرى المئوية الخامسة لانطلاق الإصلاح اللوثري وسيرفع الشكر لله على خمسين عاما من الحوار الرسمي بين الكاثوليك واللوثران.