2017-01-21 13:20:00

البابا يستقبل قضاة ومحامي وموظفي محكمة الروتا الرومانية لمناسبة افتتاح السنة القضائية


استقبل البابا فرنسيس هذا السبت في الفاتيكان قضاة ومحامي وموظفي محكمة الروتا الرومانية لمناسبة افتتاح السنة القضائية. وجه البابا لضيوفه خطابا استهله شاكرا إياهم على حضورهم وتوقف عند موضوع العلاقة بين الإيمان والزواج. وقال إن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني سلط الضوء على أهمية الإيمان بالنسبة للإنسان في رسالته العامة "الإيمان والعقل" لأن هذا الإيمان يحول دون وقوع الشخص في شرك الجهل. كما أن البابا الفخري بندكتس السادس عشر، وفي آخر خطاب ألقاه أمام قضاة ومحامي وموظفي الروتا الرومانية في السادس والعشرين من كانون الثاني يناير من العام 2013 أكد أن الانفتاح على حقيقة الله يمكّن الإنسان من تحقيق حياته بملئها، لاسيما الحياة الزوجية والعائلية.

هذا ثم لفت البابا فرنسيس إلى أن الحب يحتاج إلى الحقيقة وكل ما كانت هذه الحقيقة راسخة وعميقة كل ما دام الحب وقال إن الأشخاص الذين يُقدمون على الزواج المسيحي يعيشون خبرات إيمانية تختلف عن بعضها البعض، إذ هناك أشخاص يشاركون بشكل فاعل في حياة الرعية فيما آخرون يقتربون منها للمرة الأولى. من هذا المنطلق شدد البابا فرنسيس على ضرورة تقديم تنشئة جيدة لهؤلاء الشبان من خلال مسيرة من دورات تحضيرية للزواج تساعدهم على إعادة اكتشاف مفهوم الزواج والعائلة ضمن مخطط الله. واعتبر البابا أن هذه الدورات التحضيرية يمكن أن تشكل اليوم فرصة سانحة للكرازة بالإنجيل أمام البالغين البعيدين عن الكنيسة كي يتمكن هؤلاء من الاقتراب من الله والتعرف على رسالة الإنجيل والعقائد الكنسية. وهذا الأمر يتطلب أشخاصا مؤهلين يتمتعون بالكفاءات اللازمة للقيام بهذه الخدمة. 

بعدها انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن ضرورة مساعدة الأشخاص المتزوجين حديثا كي يتمكنوا من مواصلة مسيرة الإيمان بعد الاحتفال بالعرس. لذا لا بد من وضع برامج لتنشئة هؤلاء الأزواج كي يُدركوا بصورة أعمق السر الذي نالوه. وشدد البابا أيضا على ضرورة أن ترافق الجماعة المسيحية هؤلاء الأزواج الجدد وتساعدهم في مسيرتهم، وتقدم لهم الأدوات اللازمة ليعتنوا بحياتهم الروحية أكان داخل الحياة العائلية أم في البيئة الرعوية وباقي التجمعات. ولفت البابا إلى أن الأزواج الجدد يُتركون غالبا لوحدهم خصوصا عندما يتوقفون عن التردد إلى الكنيسة، مع ولادة البنين مثلا، مع أن هذه هي اللحظات التي تحتاج فيها الأسرة إلى العضد والمساعدة أكثر من أي وقت مضى. كما ينبغي أن توضع برامج تساعد الازواج على النمو روحيا من خلال الإصغاء إلى كلمة الله، والتطرق إلى موضوعات تُهم الحياة العائلية، والصلاة والمقاسمة الأخوية.   

ولم تخلُ كلمة البابا من تذكير كهنة الرعايا بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم على هذا الصعيد، كي تتمكن الأسرة المرتكزة إلى الرجل والمرأة اللذين يحبان بعضهما من النمو بحسب المخطط النيّر لله. في ختام كلمته إلى قضاة ومحامي وموظفي محكمة الروتا الرومانية لمناسبة بدء السنة القضائية سأل البابا فرنسيس الروح القدس الذي يرافق مسيرة شعب الله أن يعضد الكهنة والعلمانيين الملتزمين في هذا المجال، كي لا يفقد هؤلاء الاندفاع وشجاعة العمل لصالح جمال العائلات المسيحية على الرغم من مكائد الثقافة المهيمنة. هذا وتمنى البابا للحاضرين عملا موفقا ومنح الكل بركاته الرسولية.  








All the contents on this site are copyrighted ©.