2017-03-01 12:17:00

مجلة سكارب دي تينيس التابعة لهيئة كاريتاس تُجري مقابلة حصرية مع البابا فرنسيس


أجرت مجلة "سكارب دي تينيس" التابعة لهيئة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية مقابلة حصرية مع البابا فرنسيس تطرق فيها إلى قضايا مرتبطة بالمحتاجين والفقراء والمشردين والمهاجرين، كما تحدث البابا عن زيارته المقبلة إلى أبرشية ميلانو الإيطالية التي سيزورها أواخر هذا الشهر معربا عن أمله بلقاء أكبر عدد ممكن من أبناء المدينة. في معرض حديثه عن المهاجرين قال فرنسيس إن معظم هؤلاء الأشخاص يأتون إلى أوروبا هربا من العنف والحرب ومن حقهم أن يجدوا حسن الاستقبال كي يتم دمجهم في المجتمعات المضيفة. من هذا المنطلق شدد البابا على ضرورة أن يتعلم الإنسان كيف يضع نفسه مكان الشخص الآخر مع أن هذا الأمر صعب أحيانا لأن المرء بطبعه أناني، ويفضل بالتالي أن يتكلم عن الأشخاص المتألمين وحسب. وأوضح البابا أن وضع أنفسنا مكان الآخرين يعني أن نتعلّم الخدمة والوداعة والتواضع مشيرا إلى أن التضامن يوجد غالبا داخل الأحياء الفقيرة لأن المحتاجين يشعرون بأوضاع بعضهم البعض أكثر من الأثرياء الذين يفضلون التعامل مع الفقراء بقفازات بيضاء.

بعدها حثّ البابا جميع الأشخاص على معاملة المشردين بلطف ورأفة مشددا على ضرورة النظر إلى من لا بيت له على أنه إنسان لا حيوان. وروى أنه عندما كان رئيس أساقفة على بوينوس أيريس بالأرجنتين لم يشأ أن يطرد مرشدَين كانا يبيتان على الرصيف، مشددا على ضرورة معاملة هؤلاء الأشخاص بإنسانية لأن لديهم كرامة! هذا ثم عبّر البابا عن امتنانه لمختلف الرعايا والأبرشيات الإيطالية التي استجابت لندائه المتعلق بفتح الأبواب للفقراء والمحتاجين، مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة تقديم المساعدة للفقير وملامسة يده والنظر إلى عينيه. وتوجه البابا إلى من يخشون تقديم المال للفقراء كي لا يستخدمه هؤلاء لشراء قدح من الخمر مؤكدا أن الخمر يشكل ربما مصدر السعادة الوحيد لهؤلاء الأشخاص.

وبالعودة إلى أزمة اللاجئين والمهاجرين لمّح البابا إلى أن الغرب قد يكون مذنبا نوعا ما لأنه يستغل في غالب الأحيان الأراضي التي يتركها هؤلاء الأشخاص دون أن يقدم لهم أي شيء بالمقابل. وشدد على أن معظم هؤلاء يهربون من الحرب ومن حقهم أن يجدوا حسن الضيافة والمساعدة. وحذّر البابا من مغبة وضع المهاجرين داخل "غيتوهات" مذكرا بما حصل في زافنتيم في بلجيكا وبما فعله المهاجرون المقيمون داخل الغيتو. وأشاد البابا في هذا السياق بنموذج الاندماج الذي تقدمه السويد! 

في ختام حديثه لمجلة "سكارب دي تينيس" تحدث البابا عن الخبرة التي عاشتها عائلته التي هاجرت إلى الأرجنتين لتسعين سنة خلت، وروى أن جده ووالده وصلا إلى هذا البلد في العام 1929 وقال إن عائله كانت عازمة على مغادرة إيطاليا والتوجه إلى الأرجنتين في أواخر العام 1928 وكان من المرتقب أن تستقل سفينة تُدعى "الأميرة مافالدا" غرقت لاحقا أمام السواحل البرازيلية.                 








All the contents on this site are copyrighted ©.