2017-03-03 11:28:00

مداخلة المطران جوركوفيتش في الأمم المتحدة حول عقوبة الإعدام


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان جوركوفيتش مداخلة في مقر المنظمة الأممية يوم أمس الخميس تمحورت حول عقوبة الإعدام وقال إنه لا توجد أي أدلة كافية ـ في الوقت الراهن ـ تُثبت أن هذه العقوبة تحمل تأثيرا رادعا على الجريمة. وعبّر سيادته عن امتنان الكرسي الرسولي للجهود الحثيثة التي بذلتها بلدان عدة من أجل إلغاء حكم الإعدام وشدد في هذا السياق على قدسية الحياة البشرية منذ اللحظة الأولى للحبل بها وحتى موتها الطبيعي، وذكّر بكلمات البابا فرنسيس القائل بأن المجرم يتمتع هو أيضا بالحق في الحياة.

هذا ثم أكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن منظومة العدالة البشرية ليست معصومة عن الخطأ كما أن عقوبة الإعدام متى نُفذت لا يمكن الرجوع عنها أو تصحيحها وهي تُطبق أحيانا بحق أشخاص أبرياء. من هذا المنطلق حثّ المطران جوركوفيتش السلطات التشريعية والقضائية على إفساح المجال أمام المذنبين كي يتوبوا عن فعلتهم ويكفروا عن جريمتهم. وعاد سيادته ليذكر بكلمات البابا فرنسيس الذي يعتبر أن تطبيق عقوبة الإعدام يعكس الفشل لأنه يُرغم الدولة على القتل باسم العدالة، بيد أن العدالة لا يمكن تحقيقها أبدا من خلال قتل كائن بشري.    

بعدها أشار مراقب الكرسي الرسولي إلى وجود إجراءات أكثر إنسانية من أجل التصدي للجريمة وعبّر عن قناعته هذه داعيا إلى ضمان حق العدالة بالنسبة للضحية وإمكانية تغيير الحياة بالنسبة للمجرم. واعتبر سيادته أن هذا الأمر سيعزز نمو مجتمع أكثر عدلا وإنصافا في إطار الاحترام التام للكرامة البشرية. في الختام أكد المطران جوركوفيتش أن الكرسي الرسولي يؤيد إلغاء عقوبة الموت وتجميدها كإجراء مؤقت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2014، ودعا أيضا البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تحسين أوضاع اعتقال المساجين في إطار احترام كرامتهم وبغض النظر عن الجرم المرتكب وضمان حق المتهمين في محاكمة عادلة ومنصفة.      








All the contents on this site are copyrighted ©.