2017-03-09 11:51:00

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف حول اضطهاد المسيحيين في العالم


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف المطران إيفان يوركوفيتش مداخلة يوم الثلاثاء الفائت أمام المشاركين في لقاء رفيع المستوى عُقد في المدينة السويسرية حول موضوع "الاحترام المتبادل والتعايش السلمي كشرط أساسي للسلام بين الأديان والاستقرار: دعم المسيحيين والجماعات الأخرى". شدد سيادته في المداخلة على أهمية الإقرار الفعلي بالحرية الدينية التي تأتي في طليعة حقوق الإنسان الأساسية معتبرا أن هذا الأمر هو مفتاح مواجهة الأزمة التي يعاني منها عالم اليوم المطبوع بأشكال جديدة من الاضطهاد الديني ويشكل المسيحيون أولى ضحاياه.

وأكد الدبلوماسي الفاتيكاني أنه على الرغم من الجهود الرامية إلى تعزيز وتمتين الحرية الدينية حول العالم إننا ما نزال نشهد ترديا مستمرا وتعديا بكل ما للكلمة من معنى على هذا الحق غير القابل للتصرف في مختلف أنحاء العالم. ولفت سيادته إلى أن هذه الحرية تتمتع أيضا ببعد عام لأن اختيار المعتقد الديني يؤثر على كافة مستويات الحياة الاجتماعية والسياسية. من هذا المنطلق شدد مراقب الكرسي الرسولي على ضرورة أن يكون هذا الاختيار خاليا من القيود والتضييق ولا بد أن يتمتع بحماية السلطات العامة. وسطر سيادته أهمية أن تنهض الجماعة الدولية لتواجه العنف الممارس بحق المسيحيين وأتباع باقي الجماعات الدينية، لافتا إلى ضرورة ألا تهيمن على العالم ما تُسمى بـ"عولمة اللامبالاة" والتي ندد بها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة.

وبعد أن توقف المطران جوركوفيتش عند الاضطهاد الذي يعاني منه المسيحيون في منطقة الشرق الأوسط والذي يفوق الاضطهادات تلك التي عانى منها مسيحيو القرون الأولى ـ كما قال ـ عاد ليؤكد على أهمية البعد العام للحرية الدينية التي لا ينبغي أن تقتصر على الشأن الفردي أو على العبادة وحسب، لأن هذه الحرية تتخطى بطبيعتها الحلقة الفردية والعائلية. وأكد سيادته أن مختلف التقاليد الدينية تخدم المجتمع من خلال الرسالة التي تُعلنها، والدعوة إلى الارتداد والمصالحة والتضحية في سبيل الخير العام وممارسة الرأفة حيال المحتاجين. 

هذا ثم لفت مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف إلى أن الأديان مدعوة ـ في عالم يفتقر إلى المعايير الخلقية ويسعى إلى إلغاء كل الاختلافات والتقاليد بحجة البحث عن وحدة سطحية ـ إلى التأكيد على إمكانية بناء مجتمع تحترم فيه التعدديةُ الاختلافات وتثمّنها على ما هي عليه ويرافق هذه التعدديةَ الالتزامُ في الدفاع عن الكرامة البشرية والبحث عن درب للسلام في عالمنا هذا.   








All the contents on this site are copyrighted ©.