2017-04-03 12:26:00

البابا فرنسيس: لتعضدكم قوّة الرب القائم من الموت وتُعزز رجاءكم


اختتم قداسة البابا فرنسيس عصر أمس الأحد زيارته إلى أبرشيّة كاربي بلقاء مع الأشخاص الذين ضربهم الزلزال عام 2012 في ساحة كاتدرائيّة ميراندولا وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة تشجيع لهم وقال في مدينتكم التي لا تزال ظاهرة فيها علامات تجربة صعبة، أرغب بمعانقتكم مع سكان جميع المناطق التي ضربها الزلزال في أيار عام 2012. لقد زار سلفي البابا بندكتس السادس عشر هذه المنطقة بعد بضعة أسابيع من الزلزال ليحمل لكم تضامنه وتشجيعه وتضامن وتشجيع الجماعة الكنسيّة بأسرها. واليوم أنا بينكم لأثبّتكم في محبّة الكنيسة كلّها وأعبّر لكل فرد منكم عن قربي وتشجيعي في مسيرة إعادة البناء التي لا زال ينبغي عليكم القيام بها.

تابع الأب الأقدس يقول أعرف جيّدًا أن الزلزال قد دمَّر الإرث البشري والثقافي لأرضكم. أفكِّر بالأذى الذي تعرّضتم له: الجراح في البيوت ونشاطات الإنتاج والكنائس والنُصُب التذكاريّة المحمّلة بالتاريخ والفن والعلامات الروحيّة والحضاريّة لشعب بأسره. ولكنني أفكّر بشكل خاص بالجراح الداخليّة: ألم من فقد أحبّاءه ومن رأى تضحيات حياته كلّها تتبدَّد أمام عينيه. لقد اجتهدتم لتواجهوا بروح إنجيلي الوضع المتداعي الذي سبّبه الزلزال واعترفتم وقبلتم في الأحداث الأليمة الحضور السريّ لأب محب على الدوام حتى في المحن الأكثر قساوة. إن الجراح قد شُفيَت، نعم قد شُفيَت، ولكن بقيت الندوب وستبقى لمدى الحياة.

أضاف الحبر الأعظم يقول بالنظر إلى هذه الندوب، أنتم تتحلون بالشجاعة لتنموا وتنمّوا أبناءكم في تلك الكرامة وتلك القوّة وروح الرجاء والشجاعة التي تحليتم بها عند الجراح. أمنيتي هي ألا تفقدوا العزيمة والرجاء ومواهب الاجتهاد والمثابرة التي تميّزكم. لتترسّخ محاولاتكم بعدم الاستسلام لليأس أمام الصعوبات التي لا تزال موجودة. في الواقع لقد تم القيام بالكثير في عمليّة إعادة البناء ولكن من الأهميّة بمكان أن نلتزم بحزم لنستعيد أيضًا المعالم التاريخيّة: إنها أماكن الذكرى التاريخيّة وفسحات جوهريّة في الحياة الاجتماعيّة والكنسيّة.

وختم الأب الأقدس كلمته بالقول ليجعل الرب كل فرد منا يشعر بمساعدته وعضده! أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، سنحتفل بعد أسبوعين بعيد فصح القيامة. لتعضد قوّة الرب القائم من الموت التزامكم في إتمام عمليّة إعادة البناء وتُعزز رجاءكم. ولتنل العذراء والقديسون شفعائكم القوة للأشخاص الذين لا يزالون يتعرّضون للمحن، ولينالوا النور والقوّة للأذهان والقلوب كي تتمكّن من أن تحقق انتظارات الجميع بأسرع وقت ممكن.

وفي ختام اللقاء توجّه الأب الأقدس إلى رعيّة القديس يعقوب في رونكوليه حيث وضع إكليلاً من الزهور عند النصب التذكاري لضحايا الزلزال، وبعد أن ودّع السلطات المدنيّة والكنسيّة في المنطقة استقل الطائرة المروحيّة عائدًا إلى الفاتيكان.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.