2017-04-06 14:07:00

رسالة البابا فرنسيس إلى رئيس أساقفة شيكاغو


"إن السير على دروب السلام ليس سهلاً على الدوام، ولكنّه الجواب الوحيد على العنف" هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في رسالة وجّهها إلى رئيس أساقفة شيكاغو الكاردينال بلازيه جوزيف كوبيتش بمناسبة تقديم حملة حول اللاعنف والتي ستُختتم يوم جمعة الآلام بمسيرة من أجل السلام. هذا وقد أُطلقت هذه المبادرة في الرابع من نيسان آبريل الجاري في الذكرى التاسعة والأربعين على مقتل مارتن لوثر كينغ.

أشار البابا في رسالته إلى مارتن لوثر كينغ كرسول للاعنف وحقوق الإنسان وذكّر بكلماته التي يؤكِّد فيها أنَّ البشريّة مدعوّة لتطوّر من أجل جميع النزاعات البشريّة أسلوبًا يرفض الانتقام والظلم والثأر. وأساس هذا الأسلوب هو الحب. اعتبر الأب الأقدس هذه الكلمات كلمات نبويّة وحث الجميع ولاسيما الشباب على الإجابة عليها مدركين أنّ ثقافة اللاعنف ليست حلمًا لا يمكن تحقيقه وإنما هي مسيرة قد أعطت نتائج مهمّة. إذ أن عيش اللاعنف بشكل ملموس قد خرق حواجز وحدود وضمّد جراحًا وشفى أُممًا ويمكنه أن يشفي شيكاغو أيضًا. وفي هذا السياق أكّد الحبر الأعظم صلاته للكاردينال كوبيتش لكي لا يفقد سكّان مدينته الجميلة الرجاء أبدًا وكي يعملوا معًا ليصبحوا بناة سلام ويُظهروا لأجيال المستقبل قوّة الحب الحقيقيّة.

ولم تخلُ رسالة البابا فرنسيس من الإشارة إلى ضحايا الإجرام إذ أكّد أنّه يعرف أن العديد من العائلات قد فقدت أحد أحبائها بسبب العنف وبالتالي عبّر عن قربه منها ومشاركته لألمها رافعًا الصلاة من أجلها كي تتمكّن من اختبار الشفاء والمصالحة بفضل نعمة الله، وقال أن أشخاصًا من إثنيات وطبقات إقتصاديّة واجتماعيّة مختلفة يتعرّضون اليوم للتمييز واللامبالاة والظلم والعنف، لذلك ينبغي علينا أن نرفض هذا التهميش وألا نفكّر بمجموعة ما كما ولو أنّهم آخرين وإنما كإخوة وأخوات لنا؛ وبالتالي يجب أن يتمّ تعليم انفتاح القلوب والأذهان هذا وتعزيزه في البيوت والمدارس. وختم البابا فرنسيس رسالته مؤكّدًا مشاركته الروحيّة في مسيرة السلام التي ستَختَتم المبادرة يوم جمعة الآلام وقال: "فيما سأقوم برتبة درب الصليب في روما في اليوم نفسه، سأرافقكم بالصلاة مع جميع الذين سيسيرون معكم وجميع الذين تعرّضوا للعنف". 








All the contents on this site are copyrighted ©.