2017-05-04 12:20:00

الكرسي الرسولي يعبر عن قلقه البالغ إزاء التوتر السائد في شبه الجزيرة الكورية


عبر الكرسي الرسولي عن قلقه البالغ إزاء التوتر السائد في شبه الجزيرة الكورية. هذا ما قاله مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف المطران يانوس أوربانيتش الذي ترأس وفد الكرسي الرسولي إلى اجتماع اللجنة التحضيرية الأولى لمؤتمر إعادة النظر في معاهدة منع الانتشار النووي والذي بدأ أعماله في فينيا في الثاني من الجاري لينهيها في الثاني عشر منه. قال سيادته إن الكرسي الرسولي ينظر بأعين القلق إلى الأوضاع الراهنة في شبه الجزيرة الكورية وهو يدعم جهود الجماعة الدولية الرامية إلى إعادة إطلاق المفاوضات الهادفة إلى نزع الأسلحة النووية وإحلال السلام.

أكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن الأسلحة النووية تولّد شعورا مزيفا بالأمن، وذكّر بأن الكرسي الرسولي انضم إلى المعاهدة المذكورة آنفا في العام 1971 وفعل ذلك رغبة منه في الإسهام في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والثقة المتبادلة والتعاون السلمي في العلاقات بين الشعوب. ولفت إلى أن مشاركة وفد الكرسي الرسولي اليوم في اجتماع اللجنة التحضيرية تحركها الرغبة في العمل من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

هذا ثم اعتبر المطران أوربانيتش أن الجهود التي تبذلها الجماعة الدولية من أجل جعل العالم أكثر أمنا عن طريق تطبيق معاهدة منع الانتشار النووي لم تكن كافية حتى اليوم. وقال إن الكرسي الرسولي يحث البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة على القيام بخطوة ملموسة وتوافقية من أجل التوصل إلى هدف إزالة الأسلحة النووية بالكامل، مشيرا إلى التزام الكرسي الرسولي البناء في هذا المجال. وشدد على ضرورة النظر إلى السلام على أنه "فضيلة فاعلة" تتطلب جهدا من قبل كل فرد ومن قبل المجتمع ككل.

لم تخلُ كلمات المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى ضرورة تبني خلقية ترتكز إلى الأخوة والتعايش السلمي بين الأشخاص والشعوب، وهذا ما سلط عليه البابا فرنسيس الضوء في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام في الأول من كانون الثاني يناير الجاري، مؤكدا أن هذه الخلقية يجب ألا تُبنى على الخوف والعنف والانغلاق بل على المسؤولية والاحترام والحوار الصادق، وذكّر سيادته بأن البابا أطلق نداء في هذه الوثيقة من أجل إزالة الأسلحة النووية. وأكد المطران أوربانيتش في الختام أن الكرسي الرسولي يدعم أيضا الجهود والمفاوضات الرامية للتوصل إلى أداة قانونية ملزمة من أجل تحظير الأسلحة النووية وحث السلطات السياسية كافة على ضمان أمن مواطنيها والعمل بشكل فاعل من أجل بناء السلام العالمي الذي تحتاج إليه البشرية اليوم أمس الحاجة.

هذا وكان الكرسي الرسولي قد شارك في أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إزالة الأسلحة النووية، وذكّر للمناسبة بأن البابا فرنسيس عبّر عن قناعته بأن الرغبة في إحلال السلام والأخوة المزروعة في قلب الكائن البشري ستأتي بالثمار المرجوة عندما يتم حظر الأسلحة النووية بالكامل وبشكل يعود بالفائدة على الخير العام. وشدد الفاتيكان ـ على لسان مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا ـ (شدد) على أن السلاح النووي غير قادر على خلق عالم مستقر وآمن، كما لا يمكن الحفاظ على السلام المستدام من خلال توازن الرعب، بل على العكس ينبغي أن يُبنى السلام على أسس العدالة والنمو الاجتماعي والاقتصادي والحرية واحترام حقوق الإنسان ومشاركة الجميع في الشؤون العامة وبناء الثقة المتبادلة بين الأشخاص والشعوب.








All the contents on this site are copyrighted ©.