2017-05-05 11:00:00

الكنيسة النيجيرية تتحدث عن وجود خطة للقضاء على المسيحيين في شمال البلاد


في مقابلة أجرتها معه هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة قال المطران جوزيف باغوبيري، أسقف أبرشية كافانشان النيجيرية إن عدد المسيحيين الذين يُقتلون في نيجيريا يزداد يوما بعد يوم، مشيرا إلى انتشار المقابر الجماعية في المنطقة، وقال إن الحكومة النيجرية لا تقف مكتوفة اليدين وحسب إنما تعمل على مد المتطرفين بالسلاح. بهذه الكلمات إذا عبّر المطران باغوبيري عن تنديده بالانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المسيحيون في ولاية كادونا بشمال نيجيريا على يد المجموعات الإسلامية الراديكالية لاسيما جماعة الرعاة الرحّل المنتمية إلى إتنية الـ"فولاني".

قال سيادته إن هذه المنظمة الإسلامية الراديكالية هي "شقيقة" منظمة بوكو حرام وقد حصدت قرابة الألف قتيل في نيجيريا خلال العام الماضي وحده. وأوضح أن آخر حادثة اعتداء على المسيحيين تعود إلى الخامس عشر من أبريل نيسان الماضي عندما هاجم متطرفون إسلاميون إحدى الكنائس تزامنا مع الاحتفال بسبت النور، وأسفر الهجوم عن مصرع اثني عشر شخصا بينهم عشرة كاثوليك. وأكد الأسقف النيجيري أنه على الرغم مما حصل لم تُقدم السلطات على اعتقال أي شخص مع أنه تم التعرف على هوية المجرمين.

واعتبر الأسقف النيجيري أن تواطؤ السلطات مع الجانين يُفسر في ضوء انتماء عدد كبير من أعضاء الطبقة الحاكمة إلى إتنية الـ"فولاني" وهم مسؤولون عن الجمارك ودائر الهجرة ووزارة الداخلية. وأكد المطران باغوبيري في ختام حديثه لهيئة مساعدة الكنيسة المتألمة أن اعتداء الخامس عشر من الشهر الفائت بين وجود خطة منهجية للقضاء على المسيحيين وهذه الخطة تحظى بالدعم العسكري والمادي اللازم لتنفيذها، وهذا ما يتضح من خلال الوسائل المتطورة المستخدمة في الهجمات. وطلب سيادته من الهيئة أن تلفت انتباه الجماعة الدولة على هذه الأوضاع الصعبة قائلا: لقد آن الأوان أن يعرف العالم بما يجري في نيجيريا".

تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس بعث برسالة في الماضي إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في نيجيريا تطرق فيها إلى الأوضاع الراهنة في البلاد، وأشار إلى الصعوبات التي تواجهها الأمة النيجيرية اليوم، من بينها بروز أشكال جديدة وعنيفة من التطرف والأصولية المرتكزين إلى أسس عرقية، اجتماعية ودينية. وكتب البابا: لقد قُتل العديد من النيجيريين وجرحوا وأعيقوا وخطفوا وحُرموا من كل شيء: من أحبائهم وأراضيهم وموارد رزقهم وكرامتهم وحقوقهم. وقد عانى المسيحيون والمسلمون على حد سواء على يد أشخاص يدّعون أنهم متدينون، مع أنهم في الواقع يجعلون من الدين أيديولوجية يوظفونها لمصالحهم الخاصة، مصالح الهيمنة والموت. هذا ثم أكد البابا قربه من الأساقفة ومن يتألمون نتيجة هذا الوضع مؤكدا أن السلام لا يتوقف فقط على غياب الصراعات، وليس نتيجة المساومات السياسية والاستسلام. فالسلام، قال البابا، هو هبة تأتي من العلى كما أنه التزام يومي شجاع وأصيل يرمي إلى تعزيز المصالحة وخبرات المقاسمة فضلا عن بناء جسور الحوار وخدمة الضعفاء والمهمشين. 








All the contents on this site are copyrighted ©.