2017-05-11 15:06:00

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في الجمعيّة العامة لمجلس أساقفة أمريكا اللاتينيّة


بمناسبة الذكرى المئويّة الثالثة على الاكتشاف العجائبي لتمثال العذراء سيّدة آباريسيدا في نهر باراييبا في البرازيل من قبل ثلاثة صيّادين فقراء وجّه قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس رسالة إلى جميع أساقفة أمريكا اللاتينية المجتمعين في مدينة سان سالفادور في إطار الجمعيّة العامة لمجلس أساقفة أمريكا اللاتينيّة والتي تعقد تحت عنوان "كنيسة فقيرة من أجل الفقراء".

كتب الأب الأقدس بعد مرور ثلاثة قرون على ذلك الحدث العجيب لا تزال العذراء سيّدة آباريسيدا تنمّينا في الإيمان وتدخلنا في مسيرة رسوليّة، وفي هذا السياق أشار البابا إلى ثلاثة جوانب أولاً الصيادون الثلاثة، رجال فقراء يعيشون مع عائلاتهم في غموض وعدم ثبات الحياة اليوميّة المتعلّقة بسخاء النهر وقساوته. صورة – تابع الحبر الأعظم يقول – تذكّرنا بصعوبات حياة العديد من إخوتنا، وأكثر ما يؤلمنا هو اعتيادنا على رؤيتهم يتخبّطون في إحدى الخطايا الخطيرة التي تضرب قارتنا: الفساد، هذا الفساد الذي يقضي على الحياة ويغرقها في الفقر المدقع. فساد يدمّر شعوبًا بأسرها ويخضعها للبؤس. فساد ينهش، كالسرطان، الحياة اليوميّة للعديد من الأشخاص.

أما الجانب الثاني – تابع البابا فرنسيس – فهو مريم، أمٌّ متنبّهة ترافق حياة أبنائها، وتذهب إلى حيث لا يُتوقّع ذهابها، ففي قصّة آباريسيدا نجدها في النهر يغطّيها الوحل. هناك تنتظر أبناءها، وهناك تقيم معهم وفي وسط جهادهم وسعيهم. أما الجانب الثالث فهو لقاء هؤلاء الرجال بمريم. إن الشباك في الواقع لم تمتلئ بالأسماك وإنما بحضور ملأ حياتهم وأعطاهم ضمانة أنّهم ليسوا وحدهم في مساعيهم وجهادهم. هذه الشباك لم تمتلئ بالأسماك بل تحوّلت إلى جماعة من المؤمنين الذين يعترفون بأنّهم صيادين ومُخلَّصين، شعب قوي وعنيد يعرف أن شباكه وحياته مملوءة بحضور يشجّعه كي لا يفقد الرجاء.

من هنا حثّ البابا فرنسيس أساقفة أمريكا اللاتينيّة قائلاً إن آباريسيدا لا تعطينا وصفات وتعليمات بل معايير وقناعات لتنيرنا وتشعل فينا الرغبة بالتحرّر من جميع الأمور الفائضة والعودة إلى الجذور وإلى الجوهري، إلى الموقف الذي زرع الإيمان في الكنيسة الأولى وحوّل بعدها قارتنا إلى أرض رجاء. وختم الأب الأقدس رسالته بالقول تطلب منا آباريسيدا أن نجدد رجاءنا وسط العديد من القساوة، لذلك ينبغي علينا أن نتعلّم من إيمان شعبنا. لا نخافنَّ أبدًا من الالتزام في سبيل شعبنا ولا نخافنَّ من وحل التاريخ فهكذا سنفتدي الرجاء ونجدّده. 








All the contents on this site are copyrighted ©.