2017-05-15 13:05:00

البابا يعقد مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة في طريق عودته من فاطيما


أنهى قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر السبت زيارته الرسولية التاسعة عشرة خارج الأراضي الإيطالية والتي قادته إلى البرتغال وبالتحديد إلى فاطيما حيث شارك في إحياء الذكرى المئوية الأولى على ظهورات الطوباويّة مريم العذراء. غادر الأب الأقدس فاطيما عند الساعة الثالثة من بعد الظهر متوجها إلى روما التي وصلها عند الساعة السابعة مساء. وقد عقد البابا مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة، كما جرت العادة، أجاب خلاله على أسئلة الصحفيين الذين رافقوه في هذه الزيارة متطرقا إلى مواضيع عدة.

في جوابه على السؤال الأول حول الرسالة التي تحملها فاطيما اليوم للكنيسة والعالم قال البابا فرنسيس تحمل فاطيما بالتأكيد رسالة سلام، وقد حملها للعالم ثلاثة أطفال صغار وهذا لأمر مهم جدًّا. لقد أتيت إلى فاطيما كحاج وإعلان قداسة فرانشيسكو وجاشينتا لم يكن في البرنامج في البدء لأنّ دعوى القداسة لم تكن قد انتهت ولكن الأمور تسارعت فجأة وكان ذلك فرح كبير لي. ماذا يمكن للعالم أن ينتظر من فاطيما؟ السلام! وماذا يبقى من هذه الزيارة التاريخيّة للكنيسة والعالم؟ رسالة سلام.

تابع البابا مجيبًا على سؤال حول دعوته الدائمة للمؤمنين لهدم الجدران وبناء الجسور فيما سيلتقي في الرابع والعشرين من أيار الجاري رئيس دولة يهدّد في بناء الجدران وقال أنا لا أحكم على أي شخص بدون أن ألتقي به وأصغي إليه، وبالتالي خلال حديثنا مع بعضنا ستنجلي الأمور وسأقول ما أفكّر به وهو سيقول ما يفكّر به. هناك دائمًا أبواب مفتوحة، وبالتالي ينبغي أن نفتّش عن الأبواب التي لا تزال مفتوحة ولو قليلاً لندخل من خلالها ونتحدّث عن الأمور المشتركة ونسير قدمًا، خطوة تلو الأخرى. فالسلام هو أمر نصنعه بأيدينا وبشكل يوميّ. على المرء أن يقول ما يفكّر به وإنما وعلى الدوام في إطار الإحترام إذ ينبغي علينا أن نكون صادقين فيما نقوله ونفكّر به.

هذا وأجاب الأب الأقدس على السؤال حول مرور خمسة وعشرين عامًا على تعيينه أسقفًا معاونًا لأبرشيّة بوينوس آيرس تمامًا في عيد العذراء سيّدة فاطيما في الثالث عشر من أيار عام 1992 وقال لم أفكّر أبدًا في هذه المصادفة إلا أمس عندما كنت أصلّي أمام العذراء فتيقّنت أنّه ولخمس وعشرين سنة خلت في الثالث عشر من أيار تلقّيت مكالمة هاتفيّة من السفير البابوي حول هذا التعيين، وتحدّثت مع العذراء حول هذا الأمر وطلبت منه المغفرة على جميع أخطائي وذوقي السيئ في اختيار الأشخاص.

تابع الحبر الأعظم مجيبًا على سؤال حول أخوّة القديس بيوس العاشر وحول وضعها القانوني وإمكانيّة اتفاقيّة بينهم وبين الكنيسة الكاثوليكية وقال إن مجمع عقيدة الإيمان قد درس الوثيقة لاسيما وأنَّ العلاقات الحاليّة هي أخويّة وبالتالي فقد منحت خلال السنة الماضية إذن منح سرّ الاعتراف لهم جميعًا وشكلاً قانونيًّا لمنح سرّ الزواج. كما أن جميع المشاكل المتعلّقة بالأخويّة هي من اختصاص مجمع عقيدة الإيمان ولدي علاقة طيّبة مع المطران فيلاي ولذلك يمكنني أن أقول أن العلاقة أخويّة ونحن نسير بدون استعجال الأمور وسنرى ما سيحصل. إنها مسألة إخوة ينبغي عليهم أن يسيروا معًا وعلينا أن نجد الأسلوب الأفضل للقيام بهذه الخطوات قدمًا.

بعدها أجاب البابا فرنسيس على سؤال حول العلاقة بين الإنجيليين والكاثوليك وحول إمكانية التوصل إلى الاحتفال معًا بسرّ الافخارستيا وقال لقد قمنا حتى الآن بخطوات كبيرة! لنفكّر بالإعلان الأول حول عقيدة التبرير ومنذ تلك اللحظة لم تتوقف المسيرة أبدًا. وبهذا الإطار كانت الزيارة إلى السويد مهمّة جدًّا لأنها كانت في بداية الاحتفال بالذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح اللوثري. وفي هذا الإطار أيضًا تجد المسيرة معنى مهمّ بالنسبة للحركة المسكونيّة، من خلال السير معًا بالصلاة والاستشهاد وأعمال المحبّة والرحمة وعلى سبيل المثال في هذا الإطار عمل هيئة كاريتاس الكاثوليكية وكاريتاس اللوثريّة معًا وهذه خطوة عظيمة! وننتظر خطوات أخرى لأن إلهنا، كما تعلمون، هو إله المفاجآة ونحن لا ينبغي علينا أن نتوقّف أبدًا عن الصلاة معًا والشهادة معًا والقيام بأعمال المحبّة معًا معلنين محبّة المسيح الرب والمخلّص الوحيد ومانح النعم. وفيما يتابع اللاهوتيون دراساتهم نحن نتابع مسيرتنا بقلب مفتوح على المفاجآت...

هذا وأجاب الأب الأقدس على سؤال حول رأيه بظهورات مديغوريه والحماس الديني الذي ولّدته لاسيما وأنّه قد عيّن أسقفًا مندوبًا للاهتمام بالجانب الراعوي وقال كلّ الظهورات أو الظهورات المزعومة تندرج في الإطار الخاص وليست أبدًا جزء من تعليم الكنيسة العادي والعام. أما فيما يتعلق بمديغوريه فقد شكّل البابا بندكتس السادس عشر لجنة على رأسها الكاردينال رويني، وفي نهاية عام ٢٠١٣ وبداية عام ٢٠١٤ قدّم لي الكاردينال رويني النتيجة. هذه اللجنة مؤلفة من لاهوتيين كفوئين وأساقفة وكرادلة. إنّ تقرير الكاردينال رويني كان جيّدًا جدًا، لكن مجمع عقيدة الإيمان ولبعض الشكوك قرّر أن يتمّ إرسال جميع الوثائق المتعلقة بمديغوريه حتى تلك التي تتناقض مع تقرير الكاردينال رويني إلى جميع أعضاء اللجنة المختصة في مجمع عقيدة الإيمان؛ وقد وصلتني هذه المذكرة وأذكر أنه كان مساء يوم السبت ولم يبدو لي هذا الأمر  صحيحًا لأنه كان كمن - اعذروني التعبير - يضع تقرير الكاردينال رويني في المزاد العلني لذلك وجّهت رسالة لرئيس مجمع عقيدة الإيمان طلبت منه فيها أن يرسل الوثائق والآراء لي أنا وحدي وقد تمّت دراسة هذه الآراء والتي تسلّط الضوء جميعًا على عمق تقرير رويني وبالتالي ينبغي أن نميّز ثلاثة أمور. حول الظهورات الأولى أي عندما كان الشهود لا يزالون أطفالاً يدعو التقرير للاستمرار في التحقيق. أما فيما يتعلّق بالظهورات المزعومة الحاليّة فالتقرير يظهر شكوكه، أما أنا شخصيًا ولأنني "شرّير" بعض الشيء أقول أنني أفضل العذراء الأم أمنا ولا العذراء مديرة مكتب البريد التي تبعث يوميًّا برسالة ما في وقت معيّن... هذه ليست أمُّ يسوع. وهذه الظهورات المزعومة لا قيمة لها؛ وهذا أقوله كرأيي الشخصي، من بإمكانه أن يفكّر أن العذراء قد تقول: "تعالوا غدًا في هذه الساعة سأسلّم رسالة لذاك الشاهد"؛ إنّه أمر مستحيل، وبالتالي يميّز تقرير الكاردينال رويني بين هاتين المرحلتين من الظهورات. وثالثًا نجد النواة الحقيقيّة لتقرير الكاردينال رويني وهو الواقع الروحي والراعوي إذ أن هناك العديد من الأشخاص الذين يذهبون إلى هناك ويرتدّون ويلتقون بالله ويغيّرون حياتهم... وهذه الأمور لا تحصل بواسطة عصا سحريّة ولذلك لا يمكننا أن ننكر أبدًا هذا الواقع الراعوي- الروحي. والآن ولكي ندرس جيّدًا هذه المعلومات والأجوبة التي أرسلها اللاهوتيون لي عيّنت هذا الأسقف والذي يتمتع بالخبرة لكي يدرس هذا الجزء الروحي وفي النهاية سيقول لنا رأيه.      








All the contents on this site are copyrighted ©.